هل أمة إقرأ لا تقرأ بالفعل؟
نعيش هذه الأيام في ظلال أكبر فعالية ثقافية في سلطنة عمان، ألا وهي معرض مسقط للكتاب. كم ينتظر عشاق الكتاب هذه الفعالية الكبرى، وللأسف هي لا تُقام إلا مرة واحدة كل عام وهذا قليل بحق هؤلاء المثقفين. كنت أقرأ قبل أيام في الصحف المحلية عن زيادة عدد دور النشر في هذه النسخة من المعرض، فاستبشرت خيرا بهذا الخبر الرائع بالفعل، ورأيت أنه هذا القرار ذو فائدة كبيرة على المثقفين في السلطنة، حيث سيتمكن هؤلاء من تنويع مصادر ثقافتهم. ولكن هل يزداد عدد هؤلاء المثقفين والقراء في كل عام، أم تنطبق علينا مقولة "أمة إقرأ لا تقرأ"؟
نحن أمة إقرأ، وأول ما نزل على رسولنا الكريم (ص) كانت أية "إقرأ باسم ربك الذي خلق"، فهل نحن كذلك، هذه الأسئلة لابد أن نحصل على إجابة لها، فتطور الأمم ونهوضها ما هو إلا بثقافتها وثقافة أبناءها. ولن يتطور العقل المودع في بني آدم إلا بالقراءة ثم القراءة. وفي مثل هذه الفعاليات الثقافية العالمية حري بنا أن نبحث عن اجابات لمثل هذه الاسئلة، لنُقيم مدى تطورنا الثقافي والحضاري بين الأمم التي ما فتئت تتطور يوما بعد يوما وجيلا بعد جيل.
كما يتحرق الكثيرون لحضور الندوات الأدبية والثقافية التي تُقام على هامش فعاليات معرض مسقط للكتاب، فهذه الندوات لها فوائد كثيرة حيث تصقل امكانيات المرء وتطور من مواهبه الأدبية وتزيد من ثقافته؛ وذلك عن طريق الإحتكاك المباشر بأفضل من أنجبتهم الساحة الثقافية والأدبية في المنطقة. كما يمثل المعرض فرصة كذلك لانتقاء الكتب الأدبية والثقافية وبعضا من الكتب الدينية، ومناقشتها مع جملة من الأصدقاء المثقفين لإستخلاص أكبر فائدة من هذه الكتب.
وفي الأخير، أتمنى - وربما تكون نفس هذه الأمنية لكثير من المثقفين والأدباء – أن تُقام مثل هذه الفعاليات العلمية الثقافية أكثر من مرة في العام وفي أماكن مختلفة في السلطنة وأن لا تكون حكرا على محافظة مسقط حتى يتمكن الجميع تحقيق الاستفادة القصوى من هذه المعارض. كما أتمنى أيضا أن يبحث المسؤولون عن امكانية إنشاء مكتبة عامة لتوفير أحدث أنواع الكتب المطروحة على الساحة، بالإضافة إلى إقامة ندوات ثقافية وعلمية في تلكم المكتبة وكلي ثقة في نظرة حكومتنا الرشيدة لحاجتنا إلى مثل هذه المكتبات.
رضا بن عيسى اللواتي
نشرت في جريدة الرؤية العمانية ليوم الإثنين بتاريخ 5/مارس/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق