رسائل قصيرة .. 2
-
قانون الطفل العماني الذي أقره مجلس الشورى
قبل عدة أيام، يُعد خطوة في الإتجاه الصحيح ونظرة إلى المدى البعيد. على الرغم من
أننا لسنا من السابقين إلى مثل هذا القانون، إلا أنه يضمن حقوق الأطفال التي
يسلبها المجتمع في بعض الأحيان. ربما لا يعاني أطفالنا من العمل المرهق الشاق في
حر الظهيرة إلا في ما ندر، إلا أنهم يعانون من غير ذلك. على سبيل المثال، في حالة
مرض أحد الأطفال في السلطنة، يتصدر "الوسم" قائمة العلاج وربما تُستخدم
بعض العلاجات التقليدية التي لا تنفعه بل ربما تضره أكثر، وما يزيد الأمر تأسفا هو
وجود علاج شافٍ لمثل هذه الأمراض في الطب الحديث ويتم استخدامه في مستشفياتنا.
الأمر الآخر الذي يعاني منه أطفالنا في هذه الأيام هي الإعتداءات الجنسية عليهم من
قبل ذويهم أو جيرانهم، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها. قانون الطفل
سوف يكون الملاذ والملجأ لهؤلاء الأطفال لضمان حقوقهم، فما أكثر الأطفال الذين
نراهم في المستشفيات بسبب اعتداء جسدي أو جنسي ولا يتم اتخاذ أي نوع من الإجراءات
جراء غياب مثل هذه القوانين.
- "ثقافة المضادات
الحيوية"، إحدى أهم الثقافات التي يجب أن نمتلكها في الوقت الراهن خصوصا مع
انتشار الأوبئة والأمراض، فما أن يصاب أحدنا "بالحمى والزكام" يسارع إلى
المراكز الصحية والعيادات الخاصة طالباً "المضادات الحيوية". وسمعنا من
الكثير حين يقول "الدكتور الفلاني ما عطاني مضاد حيوي، كان عندي زكام وحمى،
الدكتور هذا ما زين". لكن السؤال المطروح: هل نحن بحاجة في كل زيارة للمركز
الصحي بـ "زكام وحمى" أن نأخذ مضادا حيويا؟ في الحقيقة، أثبتت الدراسات
الحديثة أن الغالبية العظمى من حالات "الزكام والحمى" سببها فايروسي،
وهي لا تتأثر بالمضادات الحيوية وتختفي أعراضها بعد مرور 5-7 أيام على بدايتها.
بالتالي عندما نأخذ المضادات الحيوية في الحالات التي تنتج نتيجة الفايروسات،
فإننا لا نستفيد منها، بل على العكس تماما، نكون قد جلبنا الضرر لأنفسنا،
فالبكتيريا الآن إن وجدت بأعداد قليلة جدا سوف تتعود على هذا المضاد الحيوي
وستتوفر لديها المناعة الكافية تجاهه. وحينها لا ينفع استخدام هذا النوع من
المضادات الحيوية. ولذلك أقول، حري بنا أن نمتلك "ثقافة المضادات الحيوية"،
فإنما نحن بذلك نحمي أجسادنا أولا وأخيرا.
-
ذكرى الإسراء والمعراج التي مرت علينا قبل عدة
أيام هي من المحطات المهمة لإعادة التفكير في حال أمتنا الإسلامية. وإنما صارت هذه
الحادثة في بداية البعثة لتكون محطة تجتمع فيها قلوب المسلمين من أقصى الأرض إلى
أقصاها تحت راية واحدة في كل عام، لكي يتنازل الجميع عن المصالح الدنيوية الفانية
والزائلة لصالح المصالح الإسلامية الباقية. هذه المعجزة الفريدة من نوعها، والتي
لم تحصل لنبي قط قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، أضحت في وقتنا الحالي ذكرى
تقام فيها الندوات والمحاضرات الدينية لاستذكار سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة
والسلام والاستفادة من الوعظ والإرشاد. لا أنكر في هذا المقام أهمية هذه الندوات
والمحاضرات، ولكن هل هذا ما يريده القرآن منا بذكره لهذه الحادثة العظيمة؟ إن
القرآن الكريم من خلال إشارته وذكره لهذه الحادثة التاريخية المفصلية - كما يصفها
بعضهم - في مسيرة البعثة المحمدية المباركة يريد منا أن نُظهر للعالم ما هو الدين
الإسلامي وما هي قواعده وأسسه، وكيف تمكن المسلمون فيما مضى من الزمن من قيادة
العالم. يريدنا القرآن الكريم أن نعلن في كل عام صدق ادعاءنا للأسلام، لا أن نكون
كالأعراب كما وصفهم الله تعالى في قوله:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل
لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (14) سورة الحجرات. يريد منا القرآن الكريم
أن نزداد إيمانا وتصديقا برسالة النبي عليه الصلام والسلام بأفعالنا لا بأقوالنا.
فهل أثرت هذه الحادثة في أنفسنا وأحدثت تأثيرا إيجابيا لأرواحنا، أم مرت علينا
كالبرق الخاطف كغيرها من المحطات التي وضعها الله لتُنير لنا دروبنا؟
رضا بن عيسى اللواتي
ملحق شباب عمان 23/6/2012 ...