2012/02/13

وبعد نهاية المؤتمر


وبــــــــــعـــــد نـــــــهـــــــايـــــــــة الـــــــمـــــؤتـــــــمــــــر


مرّت الأيامُ كلمح البصر، وتَبِعتْها اللَيالي مسرعةً كالسّحاب، أيامٌ كنا نعمل فيها ليلاً ونهاراً، لنَخرج بأفضل حُلة لنشرتنا الغالية، نشرة "ابن سينا". عشنا تلكُمُ الأيام بحلوها ومرها، عشناها نعمل سوياً، في جوٍ أُسريٍ راقٍ، مع تلكم السواعد، التي ما كادت نشرة "ابن سينا" ترى النور لولا عَمَلُهم الجبّار وسَعيُهم الدَؤوب لإِيصالها إِلى شاطِئ المُشاركين في المُؤتمر. لا أكادُ أنسى، عندما تدقّ الساعة 12:00 ظهراً معلنةً عن بداية يومٍ جديدٍ من العمل؛ لإخراجِ نشرتنا الغالية والعمل على كتابة نصوصها، وتدقيق كلماتها، وتحرير صورها وإخراج تصميمها، كُنّا نسْتنفر العمل كرِجالِ إطفاءٍ هبّوا لإنقاذ طفلٍ صَغيرٍ بين ألسَنَةِ النّيران. نَحْنُ سِتّة أو سبعة، أو نزيد، لا أدري، ولكنّ عددنا أحصاه رب العالمين، كنا جميعا نعمل كَيَدٍ واحدة، لا تلين لنا عريكة.

ولن أنسى عندما ذَهبْنا بِتصميم العَدد الأَول للمطبعة، حيث كانت أَولَ تجْرِبة لنا في هذا العالم، وعندما طُبعَت منه نسخة تجريبة، هرعنا مسرعين نحو حاسوبنا الشخصي لنغير ما أخطأنا فيه؛ لأننا لا نريد أن يكون عملُنا إلا مُتْقَناً، وبعدها طلبنا نُسخاً سُرعان ما انتشرت بين المشاركين كانتشار النار في الهشيم، ولستُ أنسى فرحتي حينما وردتني مكالمة من أحدهم يريد نسخة من العدد الأول ولكنها كانت قد انتهت؛ فألينا على أنفسنا أن نطبع أعداداً أكبر في المرات القادمة. وهذا ما حصل، وعادت الكرة من جديد، ولكن هذه المرة مع عدد جديد ونُسَخٍ أكبر.

رُبما لا تتسع ذاكرتي لأن أتذكر جميع المواقف التي مرت علينا، ولكني أريد أن أتذكرها جميعها، لأنها كانت من أفضل اللحظات. أريد أن أقول شيئا تعلمته من هذا المؤتمر الرائع بالفعل، قليلٌ ما عملته، ولكن كَثيرٌ ما تعلمته من المؤتمر العلمي العالمي الثامن لطلبة الطب بدول مجلس التعاون الخليجي. صحيح أن اختلاطي بأقراني من دول الخليج كان قليلا، ولكن ليس هذا هو المهم، المهم في كل هذا هو ما تعلمته وما يجب أن يصل للأجيال اللاحقة، وبالتأكيد من سوف يعمل على نسخة قادمة من نُسخ هذا المؤتمر. أول ما تعلمته في هذا المؤتمر، هو أن تعمل في جماعة، اليد الواحدة لا تُصفق أبداً كما يقولون، ولكن الأيادي مجتمعة هي التي تصفق وتعلن عن نصر مؤزر بإذن الله. الأفكار تأتي عندما نكون مجتمعين لا فُرادى، والتوفيق يأتي مع جهود الآخرين لانه كما قيل "يد الله مع الجماعة".

الأمر الآخر من الأمور الكثيرة التي تعلمتها من عملي كمنظم في هذا المؤتمر، هو الأمل، يجب علينا أن تكون لنا بصمة أمل في حياتنا، فلولا فسحة الأمل التي تواجدت في نفوسنا أيام المؤتمر لما خرجنا بنشرة "ابن سينا" أو لأقل لما خرج المؤتمر بهذه الصورة حيث قالوا "احرجتم من كان قلبكم، وأتعبتم من سوف ينظم بعدكم، ولا حديث بعد هذا الكلام"، لقد غرسنا في صدورنا "ألف" الأمل، وعملنا كل هذا، فماذا لو غرسنا الـ "أمل" كله في نفوسنا، ما الذي سيحصل. عندما أبعدنا "اليأس" من خلجات أنفسنا، توكلنا على الله جل جلاله وربحنا كل شي، ولم نخسر أي شي.

أما أهم ما تعلمته، فهو الوقت، الوقت ذهب لا يُرى وسيف لا يُبصر، إذا أهملته وأضعته كان قاتلا وقاطعا لرأس صاحبه، وإذا استفدت منه كنت بعدها ملكاً. عندما أجتمعت سواعد الكفاءات في حجرة "الإعلام" المعزولة عن الضوء والضياء، عملنا على الإستفادة من الوقت واستغلاله بالصورة المثلى، خرجنا كما لم نخرج من قبل، وصرنا كما لم نكن من قبل.

وفي الختام، أوجه شكري وامتناني وتقديري، لكل من ساهم في انجاح المؤتمر العلمي العالمي الثامن لطلبة الطب بدول مجلس التعاون الخليجي، وأخص بالذكر كل من ساهم في إبراز نشرة "ابن سينا" كما ظهرت عليه. ولهم مني كل التحية والإحترام.

رضا بن عيسى اللواتي
كلية الطب والعلوم الصحية
جامعة السلطان قابوس

نشرت في نشرة "أنوار" التابعة لدائرة العلاقات العامة والإعلام بجامعة السلطان قابوس
جريدة الوطن بتاريخ 13/فبراير/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق