مواقف المستشفى السلطاني .. نظرة إلى الواقع
كثر الحديث حول الازدحام المروري الشديد الذي تعاني منه
محافظة مسقط في ظل النمو العمراني والحضاري بها، والذي أدى إلى تزايد كبير لعدد
السكان في العاصمة. لكن في المقابل، يقل أو يكاد ينعدم الحديث حول عدم توافر مواقف
السيارات في الأماكن العامة، والذي هو في الأساس نتيجة حتمية لهذا التطور. في
الحقيقة، تعد مشكلة عدم توافر مواقف السيارات من المشاكل التي تؤرق مضاجع
السائقين، خصوصا إذا كان السائق من محافظة أخرى غير محافظة مسقط وهم أيضا كُثر،
حيث لا يستطيع هذا السائق استخدام وسيلة نقل اخرى غير سيارته الخاصة كبديل لتفادي
أزمة المواقف.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو الحال الذي وصلت إليه
مواقف السيارات في المستشفى السلطاني، والذي يعد من المستشفيات المرجعية في
السلطنة. التقدم الذي وصل إليه هذا المستشفى في أساليب تقديم الخدمات الصحية والتطور
في نوعية المعدات الطبية لم ينعكس إيجابيا على الحال في مواقف السيارات. والزائر لهذا المستشفى
المرجعي يرى الكثير من المخالفات المرورية التي جاءت نتيجة عدم وجود أماكن لإيقاف
السيارات. فمع ازدياد أعداد المراجعين يومياً ومع حضور زوارهم ومرافقيهم، بالإضافة
إلى تواجد الكادر الإداري والطبي والتمريضي للمستشفى تتحول مواقف السيارات إلى
"صالة عرض" للسيارات ولكن بطريقة غير حضارية.
ما نشاهده في الباحة الرئيسية للمستشفى السلطاني كل يوم
هو وقوف السيارات في منتصف الطريق، أو وقوفها فوق الأرصفة المختلفة، وتواجدها في
مداخل ومخارج الطرق، بل يصل الحال إلى وقوف بعض المراجعين أو زوارهم خارج المستشفى
- أي في الطرقات - لعدم توفر مواقف كافية لاحتواء هذا العدد الهائل من سيارات المراجعين
والذي يزداد يوما بعد يوم.
قد يقول البعض أن لهذه المشكلة أوقاتا للذروة، أما في
بقية اليوم فالأمر لا يتعدى وقوف سيارة أو سيارتين في منتصف الطريق. إنني هنا لا
أنكر أن ما وصفته في الأعلى يكون معظم الأحيان في أوقات الذورة، ولكن لأجل راحة
وسلامة المرضى ومرافقيهم يجب أن تُحل هذه المشكلة. فالمريض وأهله لا يستطيعون
الإنتظار طويلا للحصول على موقف لمركبتهم. وكم مرة حاولت وحاول غيري المرور في
مواقف السيارات دون أن يخدش سيارة أو يضع بصمة على أخرى بسبب تراكمها في المخارج
والمداخل ولكن دون جدوى! وكم مرة رأيت على سيارتي وعلى سيارات أخرى وربما رأى غيري
خدشاَ على سيارته بسبب وقوف سيارة في مكان خاطئ أدت إلى إغلاق المسار على السيارات
الأخرى، وكل ذلك بسبب عدم توفر مواقف كافية في باحة المستشفى.
حل هذه المشكلة ليس سهلا، ولكنه في نفس الوقت ممكن
للغاية. فجعل المواقف ذات طوابق ثلاثة أو أربعة، مع وجود مبلغ مادي رمزي يتم دفعه
حال الخروج من المستشفى سوف يقلل من مشكلة المخالفات المرورية وسوف يجعل منظر
المستشفى من الخارج حضارياً أكثر من ذي قبل. وهنا قد أجد معارضة من طلب وجود مبلغ
مادي رمزي يُدفع وقت الخروج من المستشفى، ولكن ما أريده وأتمناه أن لا يتم
الاكتفاء بالمبلغ المالي، بل يزيد المبلغ المدفوع كلما زادت مدة مكوث الزائر في
المستشفى، فالحاصل أن الكثير من أهالي وزوار المرضى يجلسون في المستشفى إلى وقت
متأخر بعد انتهاء وقت الزيارة، وهذا الأمر يؤدي إلى حدوث فوضى وجلبة في أجنحة
المستشفى، الذي يجعل من عملية متابعة المرضى ومراجعتهم أثناء المناوبة الليلية
أمرا صعبا للغاية.
في النهاية، مشكلة مواقف السيارات في المستشفى السلطاني
بحاجة إلى حل ناجع وسريع، فالأمر يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وأتمنى من المسؤولين
النظر جديا في هذا الموضوع لسوء توابعها ولما فيه المصلحة العامة.
رضا بن عيسى اللواتي
جريدة الرؤية .. السبت 30/6/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق