لصوص الكلمات
نشرت في النشرة الأسبوعية لمشروع أصدقاء القراءة 22/3/2016
هذا النوع من اللصوصية والاختلاس ليس بجديد، وربما بدا معاصرا للصوصية بعنوانها الأبرز للمال والمتاع والعقار، ولكنه كان من الصعب جدا فيما مضى اكتشاف هذا النوع من سرقة الحقوق الأدبية، والملكية الفكرية. الآن، وبعد سيطرة التكنولوجيا على عالمنا المعاصر، أصبح اكتشاف لصوص الكلمات أمرا أسهل من السابق، فهؤلاء ممن ينسخون الكلمات والأسطر مختتمين بكلمة "بقلمي" أو "بنات أفكاري" أو "حبر قلمي"، أصبح من اليسير جدا اكتشافهم، فهنالك العديد من البرامج على الحاسب الآلي التي تتيح لك بنسخ ولصق أن تكتشف الكاتب الأصلي لتلكم الأسطر، حتى ولو اختتمها سارقها بـ "حقوق ملكية فكرية".
إذاً هذه الموضة أصبحت منتشرة في الساحة الثقافية العربية، وربما العالمية أيضا، أن يأتي الأديب المصطنع، والكاتب اللص، ليضع أسطرا تعب مؤلفها في نسجها من دون أي خوف من العقاب، لأنه وكما يقال: "من أمن العقوبة أساء الأدب"، فيسطرها في مؤلفه الجديد "المسروق"، فترى بعضهم ينسخ عبارات وفقرات كاملة من كتاب آخر، ليضعها في كتابه وكأنه كاتبها الحقيقي، أو يأتي ذلك الشاعر المصطنع، ليوهم المتلقي بأنه مختلق هذه الأبيات، ويضع لنا نصا مزخرفا يبهر النفوس، ولكن لا يكون سوى أبيات مسروقة من شاعر هنا، وشاعر هنا، أصاب في رصها رصا متينا مستوفيا لشروط الشعر، وخاب في سرقتها "ألا خاب من افترى".
بالتأكيد، هذه السرقات الأدبية، والاختلاسات الثقافية لا تجدي نفعا، فهي لا تصنع كاتبا مرموقا، ولا أديبا حاذقا، ولا شاعرا فذا، بل تصنع سارقا محترفا، وما هي إلا برهة محدودة من الزمن حتى ينكشف أمر هذا السارق الأدبي، فلا تكون له قيمة أو وزن أنذاك، حتى وإن أتى بنص من "قلمه" أو "بنات أفكاره"، فسرقته الأولى ستكون وصمة عار تلاحقه دائما وأبدا، وما أسوأها من وصمة عار.
Great blog. All posts have something to learn. Your work is very good and i appreciate you and hopping for some more informative posts. مراكز العلاج الطبيعي مسقط
ردحذف