عمان وإيران ..
خطوة نحو الازدهار
كتبت هذه المقالة قبل عامين لكن لم أرسلها للنشر .. أنشرها في المدونة بعد مرور فترة زمينة على كتابتها
ربما كانت علاقات سلطنة عمان بالجمهورية الإسلامية في إيران هي أبرز
محاور النقاش في المجالس والمحاورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصا بعد
الزيارة الأخيرة لفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الشيخ حسن روحاني ولقاءه بصاحب
الجلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه وبعض المسؤولين في السلطنة. هذه الزيارة
ربما تعد الحدث الأبرز في منطقة الخليج العربي وربما الشرق الأوسط في الربع الأول
من العام الجاري.
هذه الزيارة على الرغم من قصر مدتها التي لم تتجاوز اليومين، تم
التباحث فيها حول شتى المجالات والقضايا التي تحضى باهتمام مشترك يين البلدين كما
وقعت بعض الاتفاقيات التي من شأنها أن تنهض بالبلدين الشقيقين من النواحي
الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والثقافية بل حتى النواحي السياحية. زيارة
رفيعة المستوى كهذه تدل على أن الحكومتين يريدان إقامة علاقات ثنائية تفيد البلدين
معا، خصوصا بعد زيارة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه لإيران في اواخر العام الماضي.
لست أدري لماذا يتوجس البعض خيفة من زيادة العلاقات بين مسقط وطهران،
على الرغم من أن هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات وطيدة منذ بداية
النهضة المباركة للسلطنة، بل ربما هي من قبل هذا التاريخ بكثير. ولقد أكدت سياسة
صاحب الجلالة في التعامل مع المحيط الاقليمي كفاءتها من حيث فائدتها على الشعب
العماني، كما أنها ساهمت كثيرا في حل بعض التوترات في المنطقة.
ما يهمنا الآن هو كيف نستغل هذا التطور في العلاقات بين البلدين بأحسن
استغلال، فإيران دولة لها ثقلها ووزنها في المنطقة، كما أنها تطورت كثيرا من
الناحية التكنولوجية والعلمية والثقافية في الآونة الأخيرة تطورا شهد به العدو قبل
الصديق. فعلى سبيل المثال، ما ينشر الآن من أن إيران تريد إرسال مفاعل نووي إلى
جامعة السلطان قابوس لغرض التجربة والتعليم هو أمر جيد جدا، فلا بأس من أن نستفيد
من تجارب الآخرين ونتعلم منها لغرض البحث العلمي ليس إلا، فتكون لنا خبرة في هذا
المجال.
إقامة برنامج سنوي لتبادل الطلاب بين جامعات إيران وجامعة السلطان
قابوس، سوف يساهم في تطوير المستوى العلمي للطلاب في البلدين. بالإضافة إلى برامج
بعثات تعليمية لطلاب الدبلوم العام إلى الجمهورية الإسلامية في إيران في مختلف
التخصصات. وزيارات تستهدف الكادر التعليمي إلى إيران.
انتقالا إلى الجانب السياحي، فإن التقارب يين ضفتي الخليج الفارسي -
كما يسميه الإيرانيون - سوف يؤدي إلى تنشيط السياحة في البلدين معا، فإنه سوف يؤدي
إلى جذب السياح، كما سيساهم في عملية الاستثمار السياحي خصوصا وان السلطنة وإيران
لهما مقومات سياحية متنوعة من قبيل السياحة العلاجية والسياحة الدينية والتراثية
وغيرها.
وأخيرا، فإن صح ما نشر عن مشروع لإنشاء جسر يربط بين البلدين عن طريق
مضيق هرمز (رغم نفي الجانب العماني هذا الأمر)، فإنه سوف يساهم كثيرا في الجذب
السياحي، وسوف يشجع رجال الاعمال من كلا البلدين للاستثمار في البلد الآخر مما
سيساهم في عملية التنمية الاقتصادية للبلدين.
د. رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق