2013/08/13

الإمامة الدينية .. ضرورة ملحة

الإمامة الدينية .. ضرورة ملحة

الإمامة الدينية .. ضرورة ملحة

منذ أن نشأت البشرية وعلى مر العصور والأجيال فإنها لا تخلو من قائد يسير بها وإمام تحتذي به. وكانت الأمم إما أن تُنصب قائدا لها حسب معطيات زمانها وإمكانيات ذلك القائد وحسب مصالحها الشخصية أو يُنصب ذلك القائد نفسه على أمته فتكون هاتين القيادتين من وضع البشرية. وإذا ما ارتقينا إلى مستوىً أعلى فقد كانت الإرادة الإلهية تتدخل لتنصيب قائد على أمة ما، فنجد تدخل القدرة الإلهية في كثير من الأحيان لتنصيب ذلك الفائد حفاظا على البشرية، كملك النبي سليمان عليه السلام مثلا، فقد كان له من الملك ما لم يكن لأحد قبله، كذلك عندما أمر الله بني إسرائيل بإطاعة طالوت ملكا عليهم رغم كون مستواه المادي متدنيا مقارنة بغيره من بني إسرائيل إلا أن الله زاده بسطة في العلم، على الرغم من أنه لم يكن نبيا. كما تدخلت الإرادة الإلهية فجعلت النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم إماماً وهاديا للناس يسير بهم نحو الطريق القويم.
ولأن الإسلام خاتم الرسالات السماوية والنبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم هو خاتم الرسل فإن وجود إمام أو قائد إلهي بعده صلى الله عليه واله وسلم، يسير بالناس نحو الصراط المستقيم لهو أمر مهم للغاية، لأن كمال البشر في وجود قائد بعد الرسول يدل الناس على ما يخفى عليهم ويوجههم نحو السمو والرفعة، ودلالة ذلك قوله تعالى:“إنما انت منذر ولكل قوم هاد” [الرعد:7]. والفرق في الأية بين النبي والإمام واضح جلي لكل ذي عقل فالنبي مبشر ومنذر ومخبر للناس بعواقب الأمور ومحدثهم عن الحلال والحرام من الأشياء، ويدلهم على الطريق الذي يجب أن يسلكوه، أما الإمام فهو من يأخذ بيد الناس نحو الطريق الذي دلهم عليه النبي من قبل ويرجعهم إلى الجادة إن إنحرفوا عنها كما بينها الله تبارك وتعالى في قوله: “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون”[السجدة:24].
ومن هنا، يتضح بأن خلو الأرض من هادٍ وحجةٍ لله بعد نبيه صلى الله عليه واله وسلم يتنافى مع قاعدة اللطف الإلهي عندما يقول تعالى:“الله لطيف بعباده” [الشورى:19]، فوجود الإمام هو تكلمة لوجود النبي صلى الله عليه واله، وكما كان وجود النبي صلى الله عليه واله لطفاً إلهيا لهداية البشر، فوجود الإمام هو أيضا للسير على ما خطه النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم، لذا كانت الإمامة جعلا إلهيا وتنصيبا إلهيا وليس للبشر أي تدخل في هذا الشأن، قال الله تبارك وتعالى: “وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين”[الأنبياء:73].
وأختم حديثي برواية عن الإمام الصادق عليه السلام كما وردت في تفسير البرهان“ ألا تحمدون الله؟ أنّه إذا كان يوم القيامة يدعى كُلّ قوم إلى من يتولونه، وفزعنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وفزعتم أنتم إلينا”.


رضا بن عيسى اللواتي
مسقط - سلطنة عمان
نشرت في مدونة مدونون بتاريخ 12/8/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق