2013/11/02

ويبقى الحسين (ع) علما لكل جيل

ويبقى الحسين (ع) علما لكل جيل

ويبقى الحسين (ع) علما لكل جيل

“يا حسين”، كلمة كانت أمي ترددها على مسامعي دائما، في كل وقت، كانت فرحة أم حزينة، وكانت تقول لي إن أردت الفلاح والفوز فقل “يا حسين” دائما. لم أفهم سر هذه العلاقة بين أمي والإمام الحسين عليه السلام، ولم أعي سر هذا النداء، والجدير بالذكر أن نداء أمي للإمام الحسين عليه السلام كان متبوعا دائما بالبكاء والنحيب.
والدي أيضا، كان يرددها على مسامعي في كل مرة، وكان يقول لي “يا حسين” هي المفتاح لكل باب مغلق، فالحسين عليه السلام سر محمد وعلي صلوات الله وسلامه عليهما والهما فكما يقال “الفتى سر أبيه.
كبرت، وكبرت معي كلمة “يا حسين” حتى أصبحت أرددها دائما، في كل محفل، وفي كل وقت وآن. أصبحت لهذه الكلمة لذة خاصة، وعشق خاص، كما أصبحت لها معانٍ كثيرة وعذوبة مختلفة. عندما ننطق باسم الحسين عليه السلام نتذكر معنى الإصرار ومعنى التحدي ومعنى مواجهة الظلم، ومعنى الإباء وكل الصفات النبيلة، ومع ذكر الحسين عليه السلام تنهمر الدموع ويتفطر القلب حزنا والماً.
كان أبي وأمي يحدثانني عن الحكايا والمعجزات التي حصلت ولا تزال تحصل عند الضريح الطاهر لسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام. في البداية لم أصدق ذلك، وكنت أعتقد أنها من أساطير الأولين، ليس لعدم إيماني بأهل البيت عليهم السلام، بل لصغر سني، وعدم معرفتي بحقائق الأمور. ولكن عندما كبرت وشاهدت عجائب الحسين عليه السلام بأم العين، همت عشقا في الحسين عليه السلام وازداد إيماني به وبأسراره عليه السلام.
وعندئذ قال لي والداي هذا سر “يا حسين” وسيبقى الحسين عليه السلام راية ومنبرا وعلما لكل جيل وزمان ومكان، وذلك مصداقا لقول السيدة زينب سلام الله عليها ليزيد بن معاوية: “فوالله لا تمحو ذكرنا“.
وما قولها للإمام السجاد عليهما السلام عند الخروج من كربلاء إلا إيمانا وتصديقا بأن الحسين عليه السلام باقٍ إلى أبد الآبدين حين قالت له: “مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي و أبي و إخوتي، فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض و هم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره و لا يُمحي رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر و أشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً.” [أدب الطف ـ الجزء الاول 242].


رضا بن عيسى اللواتي
مسقط - سلطنة عمان
2/11/2013
نشرت في مدونة مدونون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق