2014/03/14

العرس الثقافي– معرض مسقط للكتاب

العرس الثقافي – معرض مسقط للكتاب


مرت علينا أيام معرض مسقط الدولي للكتاب كالبرق الخاطف، 10 أيام مضت وكأنها سويعات، أيام كانت حافلة بالفعاليات المتنوعة والأمسيات الرائعة، فهذا العرس الثقافي لا يتكرر إلا مرة واحدة كل سنة. في نفس الوقت من كل عام، تشهد العاصمة مسقط تظاهرة ثقافية هي الأكبر من نوعها بل ربما الفريدة من نوعها في السلطنة، ونشاهد فيها كل أطياف المجتمع العماني وقد توافدوا إلى مركز المعارض لاقتناء ما يمكن اقتناءه من الكتب الثقافية والدينية والأدبية. كما يشاركون بحضورهم وتفاعلهم مع الأمسيات الثقافية والشعرية المتنوعة.

هذا المعرض هو فرصة رائعة لكل من يود الإطلاع على جديد العلم والمعرفة والأدب، وهو كذلك فرصة للكاتب العماني أن يظهر إبداعاته، كما أنها فرصة مناسبة للروائي العماني لأن يظهر فنه وقدرته الأدبية. الجدير بالذكر، أن المعرض هذا العام احتوى مؤلفات لمؤلفين عمانيين أكثر من الأعوام السابقة، وفي الحقيقة فإن دعم الكاتب العماني أمر جيد للغاية وهو كفيل بأن يساهم في إثراء النشاط الثفافي في السلطنة، كما يساهم أيضا في إبراز السلطنة في المحافل الاقليمية والدولية.

زيادة عدد دور النشر ساهم في زيادة عدد الكتب المطروحة، وبالتالي زيادة النتاج الثقافي والعلمي والفائدة من المعرض، وأتوقع أن عدد دور النشر والدول المشاركة سوف يزداد في قادم السنوات وبالطبع فهذا أمر إيجابي. لكن في نفس الوقت، فإنه من اللازم على الجهة المعنية متابعة العناوين المعروضة في المعرض، فبعض العناوين المعروضة لا يجب أن تتوافر في المعرض لأنها ليست مفيدة لأي شريحة من شرائح المجتمع العماني على الإطلاق. نعلم بأن اللجنة المنظمة لم تمنع أي كتاب ولم تضع رقابة على أي كتاب، وهذا أمر إيجابي للغاية، ولكن مثل هذه العناوين التي لا تقدم أي إضافة للقارئ فإن منعها أفضل من وجودها.

مدة المعرض لم تكن كافية، فـ 10 أيام هي المدة المخصصة للمعرض، وبعض تلك الأيام مخصص للنساء وغيرها لطلاب وطالبات المدارس أنقصت من الوقت المسموح فيه لجميع الزوار. فياحبذا لو تمت زيادة عدد أيام المعرض إلى 15 يوما، لكي تكون هناك فرصة للجميع لزيارة المعرض لأكثر من مرة. في الختام، أتمنى أن يتكرر هذا العرس الثقافي الكبير في أكثر من محافظة من محافظات السلطنة، حتى تتوافر الفرصة لعدد أكبر من شرائح المجتمع في مختلف محافظات السلطنة بالإطلاع على جديد العلم والمعرفة.

ومن هنا، فإن من الواجب توجيه الشكر الجزيل إلى اللجنة المنظمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشر على جهودها التي بذلتها في سبيل إنجاح هذا الحدث المهم، وعلى تنوع حسن اختيارها للبرامج الثقافية المصاحبة للمعرض. كذلك، فأنه من الواجب توجيه الشكر إلى القائمين على تغطية المعرض إعلاميا وحسن اختيارهم للبرامج المعروضة.



رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
نشر في araa.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق