ملاحظة: أنشر المقالة هنا كما نشرتها جريدة عمان بعددها الصادر بتاريخ 22/3/2014 وليس كما تمت كتابتها.
أثر الدبلوم العام على الطالب والأسرة
الصف الثاني عشر، أو الثانوية العامة،
أو بمسماها الحديث الدبلوم العام، تتغير الأسماء والمصطلحات ويبقى المضمون واحدا،
هي أكثر سنوات الدراسة إرهاقا وتعبا، وجدا واجتهادا، فالطلاب يعملون ليلا ونهارا،
ويبحثون عن أي معلومة قد تفيدهم يوم الإمتحان، فهي سنة الحصاد، حصاد 11 سنة كاملة.
لا أريد الحديث عما كان يحدث في السنوات
الماضية، فوسائل الإعلام قد كتبت في هذا الصدد كثيرا، وتحدثت عنه بكثير من
التفصيل. ولكنني الآن أريد الحديث عما حصل هذا العام مع نهاية الفصل الأول، والذي
تُوج بأن حوالي 16000 طالب وطالبة قد تقدموا بطلب لمراجعة أوراق اختباراتهم من أصل
42000 طالب وطالبة قدموا امتحانات الدبلوم العام أي ما يقارب الـ40% من الطلاب قد
تقدموا بطلب المراجعة! لا يُعقل أن 40% من طلاب شهادة الدبلوم العام يشتكون من
نتائج إختباراتهم، إلا أن يكون هنالك خطأ ما قد حصل.
وقد تحدث الكثير من طلاب الدبلوم العام
عن وجود مادة لم يختاروها ضمن نتائجهم في حين حُذفت مادة أخرى كانوا قد اختاروها
ضمن دراستهم، كما ذكر أخرون أنهم أرسلوا 3 رسائل ووجدوا في كل رسالة درجات مختلفة
عن سابقتها. طلاب آخرون حصلوا على "غائب" في بعض الإمتحانات على الرغم
من حضورهم للإمتحان، فهل يعقل أن يحصل طالب حضر الإمتحان على "غائب"؟
كما ذكر بعض الأساتذة الذين قاموا بالتصحيح، بأنهم لم يكن باستطاعتهم الرجوع إلى السؤال السابق إن أرادوا التأكد من تصحيحهم للسؤال السابق، كما ذكروا بأن بعض الطلاب قد حصلوا على درجات التقويم المستمر فقط دون درجة الامتحان على الرغم من حضورهم للامتحان، في حين ذكر المتحدث باسم الوزارة لإحدى الصحف المحلية بتاريخ 18/مارس الجاري أن عملية التصحيح تتم مرتين فقط، ولست أدري لماذا، على الرغم من أن عملية التصحيح سابقا كانت تمر على 3 مصححين. في الواقع، يبدو أن مشاكل كثيرة حصلت في نظام التصحيح الجديد أثناء عملية تصحيح الامتحانات لم يجد لها المسؤولون حلا، وما ذكره المعلمون ربما يكون قليلا بالمقارنة بما حصل، فطول مدة تصحيح الإمتحانات على خلاف ما كان يجري في السنوات الماضية دليل كافٍ على الوضع الحاصل أثناء التصحيح.
وهاهم أبناؤنا وأخوتنا يحصدون عكس ما
زرعوا بسبب سوء نظام التصحيح الجديد، ولست أدري لماذا تم تغيير نظام التصحيح
الإلكتروني السابق على الرغم من كفاءته وجودته كما شهد بذلك الكثير. التعب النفسي،
والخوف من نتيجة الإختبارات كان يتضاعف كل يوم بسبب تأخر موعد ظهور النتائج،
والسبب يعود إلى مشاكل نظام التصحيح الالكتروني الجديد!، فمن لهؤلاء الطلبة؟، أليس
من حقهم أن يطالبوا بمراجعة جميع امتحاناتهم بدون مقابل، وعدم الإكتفاء بـ3
امتحانات كما هي شروط الوزارة؟ أليس من حق هؤلاء الطلاب المطالبة بإعادة مراجعة
امتحاناتهم كاملة يدويا دون استخدام التصحيح الالكتروني؟
إن إرهاب الدبلوم العام لا يؤثر على
الطالب فحسب، بل إن محيط الأسرة ككل يتأثر بهذا الإرهاب، فأولا مستوى الإختبارات،
ثم طول الفترة الزمنية حتى ظهور نتائج الطلاب، والآن هذه النسبة المتدنية التي حصل
عليها عدد كبير من الطلاب، والتي دعت بعضهم إلى التظاهر للمطالبة بحقوقهم، كل هذه
العوامل تؤثر بشكل كبير على الطالب في نفسيته وطريقة أداءه في الفصل الدراسي
الثاني، كما أن لها تأثيرا سلبيا على المحيط الأسري كذلك. ألم يحن الوقت لأن نتعلم
من أخطاء الماضي؟. تساؤلات بحاجة إلى إجابة، وكلي أمل بأن تتم مراعاة هؤلاء الطلاب
والطالبات، فلا يعقل أن يضيع مجهود 11 سنة.
رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق