بأبي التي ..!!
ما أقسى الم الفراق ..!!
وما أشد الحزن والمصاب !!
ألم فراق الجد ..!!
جداه .. يا رسول الله .. أنا زينب !!
رسول الله على فراش المنية !! ينظر إلى بضعته، خليفته، وسبيطه ..!!
ونظرة خاصة لزينب ..!! عينا رسول الله على زينب ..!!
ويبكي هذا الرجل الأوحد في العالم ..!!
جداه .. هل سوف تفارقنا ..!!
جداه .. وا محمدا ..!!
زينب بنية .. تذكري هذا النداء .. فسوف تنادين مثله بعد حين ..!!
جداه .. إن عمري لم يتجاوز العاشرة !!
لم يجبها جدها !! فارق الدنيا ورأسه عند علي !!
ولم تمضِ الأيام والليالي حتى جاءت مصيبة أخرى ..!!
الآن زينب ترى أمها الزهراء بين الباب والجدار !! أي مصيبة هذه !!
دماء سالت على الأعتاب ..!! أماه ما هذه الدماء !! فاطمة .. لا تجيب ..!!
فاطمة تسقط على الأرض !! وزينب تنادي .. أمااه .. !! وفاطمة لا تجيب !!
أماه .. فاطمة .. إن أبي علياً قادوه إلى المسجد !! فاطمة .. تعجز الحروف عن وصف حالها !!
وفي ليلة الإحتضار !! زينب .. بنيتي .. حان وقت الوداع !!
زينب يا حبيبة القلب .. ما حصل لي .. سوف يتكرر عليك ..!!
زينب .. إسمعي مني !!
زينب .. زينب .. زينب ..!!
سكتت الزهراء .. أماه .. ما الذي سيحصل بعدها !!
لم تتمالك فاطمة نفسها من البكاء !!
زينب .. حبيبتي زينب .. في تلك الصحراء !! سيفنى كل من مع الحسين !!
يا زهراء .. هل سيبقى أخي الحسين وحيدا !!
زينب .. بُنية .. ودِّعيه !! قبلي نحره وصدره !! وانفجرت فاطمة باكية ..!!
أماه .. يا زهراء .. وماذا بعد !! لم تجب الزهراء !! فارقت الدنيا !!
رحلت فاطمة الزهراء وهي في ريعان شبابها ..!!
ما أقسى ألم الفراق ..!!
الجد .. يفارق الدنيا .. ثم الأم تلحق بأبيها ..!!
حان الوقت لأن تقوم زينب الطفلة المدللة مقام أمها الزهراء ..!!
على زينب أن تتعود على المشقة منذ الآن ..!!
فاطمة الزهراء مسجاة أمامها ..!!
وزينب تبكي بكل حرقة وألم وهي تودع هذا القلب الرؤوف ..!!
لا أدري ما حال زينب الآن ..!!
ولكنها بالتأكيد باكية العين .. حزينة القلب ..!!
على زينب الآن أن تكون أماً لأبيها علي، وأماً للحسن والحسين !!
كما كانت فاطمة .. أماً لمحمد ..!!
عذابات السنين .. كلها تُصب على قلب زينب الصغير ..!!
واستعدت زينب .. لرحلة الأسر والسبي !!
فقال الشاعر: بأبي التي ورثت مصائب أمها ..!!