2010/10/05

حيادية المعلقين !!


منذ أن بدأت ابصر كرة القدم وفنونها راقني إتقان المعلقين لعملهم والجودة العالية لتعليقهم على مجريات المباريات وكان ذلك في كأس العالم 1998. اتذكر يومها كيف كان تعليق المعلق في المباراة النهائية بين البرازيل وفرنسا وحينها كان المعلق محايدا بأقصى درجات الحيادية، حتى رغم فوز فرنسا على البرازيل بـ 3-0 وهي نتيجة كارثية لعشاق السامبا إلا أن المعلق لم يتوانى أبدا في إظهار محاسن الكرة البرازيلية بالإضافة طبعا إلى محاسن الكرة الفرنسية.
ولم تستمر نهضة التعليق كثيرا في التلفزيون العربي بل نزلت درجات كثيرة في سلم المجد، فهانحن نرى المعلق العربي باردا خاملا في كثير من المباريات رغم مهارة اللاعبين وسرعة اللعب، وكثيرا ما نرى المعلق يحاول أن يظهر معلوماته الخاصة بالفريقين إلا أنه ينحاز لفريق دون آخر، ولا تزال هذه المشكلة مستمرة عند الكثير من المعلقين رغم محاولاتهم الكثيرة لإظهار الحيادية إلا أن إنحيازهم لأحد الفريقين واضح جدا. فتارة تجد معلقا يمجد فريقا مهزوما بنتيجة كاسحة ويظهر الفريق الآخر بمنظر الفريق الذي فاز بسبب الحظ ليس إلا أو تجد معلقا أخر يمجد الفريق الفائز لأنه يستحق ولكن في نفس الوقت يقلل من قيمة منافسه رغم أنه لعب جيدا.
ومما تدمع له العين وله الأثر الغالب في أن ينفر المشاهد العربي من المعلقين العرب هو ما حدث في إحدى المباريات الكبيرة حيث تحدث المعلق عن فريق لا يلعب في هذه المباراة بإسهاب شديد وأخذ يمجد الفريق  ونسي أنه يعلق على مباراة أخرى لفريقين في نفس مستوى الفريق الذي يمجده ونسي ايضا أن الفريقين يقدمان مستوى ممتاز في هذه المباراة يستحقان التعليق عليه وليس كأنه يعلق على مباراة من مباريات الحارات.
هذه المشكلة يجب أن يكون لها حل، على المسؤولين أن يقدموا لها حلولا جذرية، عقد مؤتمرات ودورات للمعلقين، النقد البناء لكل معلق من معلقينا العرب، إختيار الكفاءات الشابة وإشراكهم تدريجيا في قنواتنا الرياضية وتدريبهم وتأهيلهم لكي يكونوا معلقين أكفاء يواكبون التطور في التعليق الذي يحرزه الغرب، بالإضافة إلى ذلك يجب عليهم أن يقيموا تعليق الغرب ويحاولوا أن يرون أين هم منهم. وإن فعلوا كل هذا فإن المشاهد العربي لن يحيد عن مشاهدة ومتابعة المعلق العربي.