2012/06/24

مقالتي الجديدة "رسائل قصيرة (2)



رسائل قصيرة .. 2

-         قانون الطفل العماني الذي أقره مجلس الشورى قبل عدة أيام، يُعد خطوة في الإتجاه الصحيح ونظرة إلى المدى البعيد. على الرغم من أننا لسنا من السابقين إلى مثل هذا القانون، إلا أنه يضمن حقوق الأطفال التي يسلبها المجتمع في بعض الأحيان. ربما لا يعاني أطفالنا من العمل المرهق الشاق في حر الظهيرة إلا في ما ندر، إلا أنهم يعانون من غير ذلك. على سبيل المثال، في حالة مرض أحد الأطفال في السلطنة، يتصدر "الوسم" قائمة العلاج وربما تُستخدم بعض العلاجات التقليدية التي لا تنفعه بل ربما تضره أكثر، وما يزيد الأمر تأسفا هو وجود علاج شافٍ لمثل هذه الأمراض في الطب الحديث ويتم استخدامه في مستشفياتنا. الأمر الآخر الذي يعاني منه أطفالنا في هذه الأيام هي الإعتداءات الجنسية عليهم من قبل ذويهم أو جيرانهم، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها. قانون الطفل سوف يكون الملاذ والملجأ لهؤلاء الأطفال لضمان حقوقهم، فما أكثر الأطفال الذين نراهم في المستشفيات بسبب اعتداء جسدي أو جنسي ولا يتم اتخاذ أي نوع من الإجراءات جراء غياب مثل هذه القوانين.
-      "ثقافة المضادات الحيوية"، إحدى أهم الثقافات التي يجب أن نمتلكها في الوقت الراهن خصوصا مع انتشار الأوبئة والأمراض، فما أن يصاب أحدنا "بالحمى والزكام" يسارع إلى المراكز الصحية والعيادات الخاصة طالباً "المضادات الحيوية". وسمعنا من الكثير حين يقول "الدكتور الفلاني ما عطاني مضاد حيوي، كان عندي زكام وحمى، الدكتور هذا ما زين".  لكن السؤال المطروح: هل نحن بحاجة في كل زيارة للمركز الصحي بـ "زكام وحمى" أن نأخذ مضادا حيويا؟ في الحقيقة، أثبتت الدراسات الحديثة أن الغالبية العظمى من حالات "الزكام والحمى" سببها فايروسي، وهي لا تتأثر بالمضادات الحيوية وتختفي أعراضها بعد مرور 5-7 أيام على بدايتها. بالتالي عندما نأخذ المضادات الحيوية في الحالات التي تنتج نتيجة الفايروسات، فإننا لا نستفيد منها، بل على العكس تماما، نكون قد جلبنا الضرر لأنفسنا، فالبكتيريا الآن إن وجدت بأعداد قليلة جدا سوف تتعود على هذا المضاد الحيوي وستتوفر لديها المناعة الكافية تجاهه. وحينها لا ينفع استخدام هذا النوع من المضادات الحيوية. ولذلك أقول، حري بنا أن نمتلك "ثقافة المضادات الحيوية"، فإنما نحن بذلك نحمي أجسادنا أولا وأخيرا.
-         ذكرى الإسراء والمعراج التي مرت علينا قبل عدة أيام هي من المحطات المهمة لإعادة التفكير في حال أمتنا الإسلامية. وإنما صارت هذه الحادثة في بداية البعثة لتكون محطة تجتمع فيها قلوب المسلمين من أقصى الأرض إلى أقصاها تحت راية واحدة في كل عام، لكي يتنازل الجميع عن المصالح الدنيوية الفانية والزائلة لصالح المصالح الإسلامية الباقية. هذه المعجزة الفريدة من نوعها، والتي لم تحصل لنبي قط قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، أضحت في وقتنا الحالي ذكرى تقام فيها الندوات والمحاضرات الدينية لاستذكار سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والاستفادة من الوعظ والإرشاد. لا أنكر في هذا المقام أهمية هذه الندوات والمحاضرات، ولكن هل هذا ما يريده القرآن منا بذكره لهذه الحادثة العظيمة؟ إن القرآن الكريم من خلال إشارته وذكره لهذه الحادثة التاريخية المفصلية - كما يصفها بعضهم - في مسيرة البعثة المحمدية المباركة يريد منا أن نُظهر للعالم ما هو الدين الإسلامي وما هي قواعده وأسسه، وكيف تمكن المسلمون فيما مضى من الزمن من قيادة العالم. يريدنا القرآن الكريم أن نعلن في كل عام صدق ادعاءنا للأسلام، لا أن نكون كالأعراب كما وصفهم الله تعالى في قوله:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (14) سورة الحجرات. يريد منا القرآن الكريم أن نزداد إيمانا وتصديقا برسالة النبي عليه الصلام والسلام بأفعالنا لا بأقوالنا. فهل أثرت هذه الحادثة في أنفسنا وأحدثت تأثيرا إيجابيا لأرواحنا، أم مرت علينا كالبرق الخاطف كغيرها من المحطات التي وضعها الله لتُنير لنا دروبنا؟



رضا بن عيسى اللواتي
ملحق شباب عمان 23/6/2012 ...

2012/06/17

ظاهرة الهروب من المدرسة .. أسباب كثيرة وحلول قليلة

ظاهرة الهروب من المدرسة .. أسباب كثيرة وحلول قليلة

كنت قد كتبت مقالا يتحدث عن ظاهرة "الهروب من المدرسة" حينما كنت طالبا في المدرسة الثانوية، حيث كان الكثير من الشباب ومع وقت "الفسحة" يهربون من المدرسة. فتارة تجد البعض يغافل الحارس ويخرج من الباب المفتوح على مصراعيه، والبعض الأخر ينتظر غفلة الحارس ليهرب، بينما المتحلي بالشجاعة يقفز من الجدار متجها إلى خارج المدرسة.
          
          بعد ثلاثة أو أربعة حصص نشاهد مجموعة كبيرة من الطلاب قد تركوا مقاعد الدراسة واتجهوا خارج المدرسة لقضاء بعض الوقت مع زملائهم أو ذهبوا خارج المدرسة ليرجعوا إليها في اليوم الثاني. البعض من هؤلاء قد يخرج إلى بعض مقاهي الإنترنت أو صالات البولينج – وقد شاهدت في ذلك الوقت ولا زلت اشاهد عددا منهم يفعل ذلك – ومع نهاية اليوم الدراسي يعود إلى منزله وكأن شيئا لم يكن. كان ذلك قبل أربع أو خمس سنوات، وقتها تخيلت أن هذه الظاهرة سوف تندثر مع مرور الأيام، ومع تطور الفكر والثقافة في المجتمع. ولكنني لم أتخيل أنه وبعد مرور كل هذه السنوات، أجد نفس الظاهرة تتكرر وربما أكثر من ذي قبل.
          
           في الحقيقة تساءلت في تلك الأيام عن أسباب هذه الظاهرة المتزايدة، ولا زالت الأسئلة تدور في خاطري كلما مررت بمثل هذه المواقف. ولكنني لم أحصل على إجابة واحدة، فرغم التشديدات التي قام بها المسؤولون والأساليب المتبعة في تسجيل الحضور والغياب، إلا أن الطالب يحصل على فرصته الكاملة في الهرب من المدرسة. وهنا أضع بعضا من الفرضيات التي استنتجتها من جراء هذه الظاهرة.

الفرضية الأولى والتي أراها واقعية إلى حد كبير هي عدم إلمام الأستاذ أو معرفته بطبيعة الطالب الذي يدرسه، على الرغم من دراسته لعلم النفس التربوي وبعض المقررات المشابهة في المرحلة الجامعية إلا أن التطبيق لا يكون بالشكل الأمثل. وأريد أن أشير إلى نقطة حساسة وهي أني لا أعمم هذا على جميع المدرسين ولكنني أتحدث عن شريحة كبيرة منهم وقد عاصرت عددا كبيرا منهم في ذلك الوقت. فمعرفة الأستاذ بكوامن نفس الطالب لهي من الأمور المهمة جدا والتي يجب أن يُنمي المعلم نفسه فيها، لأنها تمكنه من معالجة الخلل الذي يواجهه ذلك الطالب. وعندما لا يتمكن المعلم من ذلك، يقوم المعلم بالصراخ عليه أو لا يعيره الاهتمام الكافي، عندها يكون الطالب عرضة لعمل لا يليق به كمثل الهروب من المدرسة.

الجو المدرسي العام، أو طريقة بناء المدارس في بلادنا، هي إحدى الفرضيات التي قد تكون سببا لظاهرة الهروب من المدارس، فما كان يحدث سابقا، وما التمسه الآن عند حديثي مع بعض الطلاب في المدارس الإعدادية والثانوية هو تدعيم لهذه الفرضية. حيث أن أسلوب بناء مدارسنا وللأسف الشديد لا يرتقي إلى مستوى بناء المدارس في الدول المجاورة وبعض دول العالم الأخرى، فهي لم تتطور ولم تتبدل منذ بداية إنشاء المدارس في السلطنة إلى يومنا هذا، إلا في ما ندر وقل من المدارس. وهذا الأمر يؤثر سلبيا على الطالب، حيث أن الطالب وهو في مرحلة مختلفة من حياته يحاول أن يواكب التطور والتقدم في مجالات الحياة، وإحدى هذه المجالات هي أساليب البناء، فحينما يجد الطالب نفسه في مدرسة بأسلوب بناء قديم فإنه يؤدي به إلى عدم إعارة هذه المدرسة الإهتمام، ليس لأنه لا يريد الدراسة فيها، بل لأنه لا يرى فيها أيا من جوانب التطور والتحضر. وقد يلجأ البعض إلى الدراسة في المدارس الخاصة نظرا لتطور أسلوب بنائها. وهنا لا أجد فرقا بين الطالب المجيد والطالب المتوسط أو الضعيف، فالكل يتأثر وإن كانت آثاره مختلفة بين طالب وآخر.

الفرضية الثالثة هي اختلاف أعمار الطلاب، حيث نجد أن التفاوت في معدل الأعمار بين الطلاب – في الصف الواحد – واضح جدا، حيث نجد الطالب الذي تعدى الـ 20 عاما في الصف الثاني عشر مثلا مع طلاب أخرين يصغرونه عمرا، وكذا في بقية مراحل الدراسة. وللأسف، فإن تأثير هذه الظاهرة على الطالب الذي لا يتعدى الـ 17 عاما كبير جدا. حيث أن أصحاب الـ 20 عاما وأكثر قد أمضوا أكثر عمرهم رسوبا وهروبا من المدرسة وعندما يأتي الطالب الجديد ويرى في صفه أمثال هؤلاء فإنه يتأثر بهم سريعا لكونهم أكبر منه عمرا وهذا ما يسمى في المصطلحات الحديثة (peer interaction).

بعد استعراض هذه الفرضيات الثلاثة التي ربما تكون جزءا من أسباب هذه الظاهرة المنتشرة، سوف استعرض بعضا من الحلول التي أتمنى أن يؤخذ بها وربما تكون سببا في الحد من انتشار هذه الظاهرة.

إن أول هذه الحلول هي الأنشطة الطلابية، فمدارسنا تفتقر إلى الأنشطة الطلابية المميزة، فما يتواجد الآن من مسابقات النظافة وبعض المسابقات الخاصة بحفظ القرآن لا تثير حوافز الطلاب ولا تقدم لهم المتعة بين أجواء الدراسة والتنافس المشحونة، وقد ذكرت بعض الدراسات أن الأنشطة الطلابية هي مراحل مكملة للدراسة ولها تأثير بالغ الأهمية على الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن قضاء وقت من العمل الدراسي مع وقت من النشاط الطلابي يعطي الطالب حافزا لبذل المزيد من الجهد. فلماذا لا يقوم المسؤولون بجعل الحصص الدراسية 7 حصص بدلا من 8 مع حصة للنشاط الطلابي فما أكثر المبدعين في مدارسنا ونحن لا نعلم.

حل آخر قد يكون ناجعا ومفيدا في الوقت نفسه، طلابنا تنقصهم الحصص الرياضية، فما نراه الآن، حصة واحدة للرياضة في الأسبوع أو حصتان، مع ضغط دراسي شديد، يؤدي إلى نتائج عكسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مدارسنا غير مهيئة جيدا لحصص الرياضة، فالأرضيات غير مناسبة للعب مباريات كرة القدم أو كرة السلة أو غيرها، لذلك أقترح أن تهيأ مدارسنا لحصص الرياضة المدرسية، وإضافة قاعة للسباحة وزيادة عدد الحصص الرياضية إلى 3 حصص رياضية. ولقد أولى الإسلام والشرع الحنيف الرياضة اهتماما بالغا حيث قال النبي الأكرم (ص) في حديث له:"حق الوالد على ولده أن يعمله الكتابة والسباحة والرماية". وفي هذا دليل واضح على أهمية الرياضة في حياة الإنسان وخصوصا إذا كان شاباً فتياً إلى جانب طلب العلم والمعرفة. وقال أحد الحكماء:" العقل السليم في الجسم السليم". فكيف نريد من طلابنا أن يتفوقوا دراسيا وأن يواكبوا الأمم المتقدمة في علومها ونحن لا نوفر لهم أسباب ذلك، وأهمها الجسم السليم.

النقطة الثالثة والتي قد تكون حلا لمثل هذه الظاهرة، هي تغيير المناهج الدراسية بطريقة منظمة بحيث تتواكب مع تطورات العصر، وتكون أكثر متعة للطالب مما هي عليه الآن وذلك عن طريق الإكثار من الجوانب العملية والتقليل من الجوانب النظرية. فعندما تستعرض أراء شريحة من الطلاب وتسألهم عن المناهج الدراسية التي يدرسونها، ترى أن معظم ملاحظاتهم تنصّب حول طول المنهج الدراسي وعدم تطبيقه عمليا، وفي بعض الأحيان لا يستطيع الأستاذ أن يُنهي هذا المنهج بالكامل. وهذا ما يؤثر سلباً على الطالب فيتجه للهرب من المدرسة لأنه لا يجد متعة فيما يدرسه.

النقطة الأخيرة، وهي تغيير أسلوب بناء المدارس، فطريقة بناءها الحالية هي طريقة عفى عليها الزمن وانتهت ولابد من النظر إلى الطرق الحديثة التي تجذب الطلاب للبقاء فيها إلى نهاية الدوام المدرسي. ولن يكون معيبا أن نرى كيف تقوم الدول الأخرى ببناء مدراسهم وما هي الاستراتيجيات التي يتبعونها في بناء هذه المدارس حتى تكون مكانا يحبه الطلاب.

ربما يكون اجتماع الحلول هذه معا، له تبعات عكسية، ولكن إذا ما تمت دراستها جيدا، وتم تقديم حلول أخرى، ومتابعة الطالب وأخذ رأيه ومعرفة أسباب هروبه من المدرسة بعقد الجلسات الحوارية مع الطلاب وتوزيع الإستبانات المتعلقة بهذا الموضوع، فسوف يتمكن المسؤولون من معرفة خبايا الأمور وأسباب انتشار وتزايد هذه الظاهرة والحد منها.

بعد استعراض سريع لأسباب هذه الظاهرة وبعض الحلول التي يُمكن أن تُتبع للحيلولة دون انتشار هذه الظاهرة أكثر من ما يحصل الآن. أتمنى أن يتحد المسؤولون وأولياء الأمور لوقف هذه الظاهرة وتواصلها في مدارس الطلاب، كما أتمنى أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وقعوها في مدارس الطالبات، وقد تكون بدأت من حيث لا ندري، لأن حصول ذلك مع الطالبات يُعد طامة كبرى على أجيالنا القادمة.



رضا بن عيسى اللواتي
لم تـُنشر سابقا ..

2012/06/10

مقابلتي الكاملة "يوم التوحد العالمي"

مقابلتي الكاملة في برنامج "قهوة الصباح" بمناسبة "يوم التوحد العالمي" ..
تلفزيون سلطنة عمان ..


تحياتي ..

2012/06/08

مقابلتي في برنامج "قهوة الصباح"

بسم الله الرحمن الرحيم



هذه المقابلة التي أجريت معي بمناسبة "يوم التوحد العالمي" في برنامج قهوة الصباح .. تلفزيون سلطنة عمان
http://www.youtube.com/watch?v=v7dB4AmTf00


.. تحياتي ..

2012/06/07

Chronic Pain

One of the Presentations that I gave when I studied FAMCO rotation

الإعاقة الغامضة .. التوحد مرض أم حالة خاصة


مقالتي عن التوحد .. منشورة في مجلة "العامل" الإلكترونية ..
عدد أبريل 2012 ..

نُشرت سابقا في ملحق الأنوار التابع لدائرة العلاقات العامة والإعلام .. جامعة السلطان قابوس ...