2013/04/18

كلية الطب تنظم الإجتماع الأول لطلبة الطب بسلطنة عمان

كلية الطب تنظم الإجتماع الأول لطلبة الطب بسلطنة عمان





          

          تقيم كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس ممثلة بجماعة الطب الطلابية إجتماعا طلابيا فريدا من نوعه لجميع الكليات التي تُعنى بالطب في سلطنة عمان وذلك في يوم الخميس الموافق 18/إبريل/2013م. وقد جاءت فكرة هذا الإجتماع بعد مشاركة جماعة الطب الطلابية في الإجتماعات الدولية التي تنعقد تحت راية المنظمة الفيدرالية العالمية لطلاب كليات الطب (IFMSA)، وهي منظمة عالمية تضم عددا كبيرا من كليات الطب من مختلف دول العالم، تسعى إلى زرع روح التعاون بين أطباء المستقبل وجعل كلمتهم مسموعة أمام المنظمات المختفلة.

          وقد استفادت اللجنة المنظمة لهذا الإجتماع من مشاركاتها الخارجية في إجتماعات منظمة (IFMSA) والتي بدأت منذ عام 2007م، فأرتأت عقد هذا الإجتماع الأول والذي يهدف إلى توطيد أصر التعاون بين طلاب كليات الطب في السلطنة وزرع أسس العمل المشترك في نفوس الطلاب عن طريق الجماعات الطلابية وأنشطتها. كما يهدف أيضا إلى إبراز الكليات الطبية في السلطنة في المحافل المحلية والدولية وتهيئة الطلاب للعمل تحت راية واحدة في المستقبل.

          سوف يشارك في هذا الإجتماع أكثر من 150 طالباً وطالبة من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس، وكلية عمان الطبية، بالإضافة إلى بعض المشاركين من كلية عمان لطب الأسنان. حيث سيتم عقد ورش عمل جديدة في طابعها ومضمونها، خصوصا تلك المتعلقة بإدارة الجماعات الطلابية والتخطيط المستقبلي لإدارة هذه الجماعات وتطبيق هذه الخطط على أرض الواقع، وكيفية تلافي الصعوبات التي تواجه هذه العملية وتسييرها لتتناسب مع الخطط الموضوعة من الأساس. بالإضافة إلى ذلك، فإنه سيتم تقديم ورشة عمل تتعلق بعملية التسويق والترويج لفعاليات الجماعات الطلابية، مع إجراء بعض التطبيقات العملية عليها.

          كما ستُقدم بعض ورش العمل التي تهتم بالفعاليات المتخصصة بأنشطة الصحة العامة وتوعية المجتمعات، وورش العمل المختصة بالتعليم الطبي وتطوير مهارات الطلاب في شتى التخصصات الطبية وغير الطبية، بالإضافة إلى الأنشطة البحثية وطرق إجراء البحوث بالإضافة إلى ورشة العمل المتخصصة بإدارة المجموعات المتعلقة بهذه الأنشطة.

          بالإضافة إلى ذلك، ستقدم اللجنة المنظمة سبعة ورش عمل تدريبية من ضمنها ورشة العمل التي تتحدث عن كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المشاريع الطلابية، وماهية المشاريع الناجحة وأساليب التخطيط لها، كما ستقدَم ورشة عمل أخرى حول الأساليب الممكنة لتمويل هذه المشاريع والألية المستخدمة لهذا الغرض، بالإضافة إلى ورش عمل أخرى. الجدير بالذكر أن ورش العمل المذكورة سيتم تقديمها عن طريق طلبة مدربين دوليا ومحليا من كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس وكلية عمان الطبية.


رضا بن عيسى اللواتي
مسقط - سلطنة عمان
نشرت في جريدتي الرؤية والزمن 17/4/2013

صراع الأجيال .. حقيقة أم خيال

صراع الأجيال .. حقيقة أم خيال


          ليس معلوما طول الفترة الزمنية بين الوقت الذي أنزل الله تعالى فيه آدم وحواء إلى الأرض وبين الوقت الذي قتل فيه قابيلُ هابيلَ، ولكن ما نستفيده من هذه القصة والعبرة التي نأخذها من قراءتنا للآيات التي تحدثت عن هذه الواقعة هو تغير السلوك البشري جيلا بعد جيل. فقد كان الجيل الأول المتمثل في أبينا آدم وأمنا حواء يعيش بكل أمان واستقرار، حتى جاء الجيل الثاني من البشرية وهم هابيل وقابيل اللذين أختلفا في القربان الذي قدماه إلى الله سبحانه وتعالى فقبل الله تعالى قربان هابيل ولم يتقبل قربان أخيه قابيل، فقد كان هذا الأمر سببا للصراع بين الأخوين رغم التربية التي تربيا عليها من أبيهما أدم النبي وأمهما حواء. فقد اختلف قابيل في الرأي مع أخيه الأكبر هابيل، وكأن قابيل قد أبدى حساسية في التعامل مع أخيه الأكبر.
          
           كانت الاستعانة بالنموذج السابق ضرورية للولوج إلى موضوع حديثنا، حيث أن التاريخ البشري يثبت لنا أن سلوك الأفراد والجماعات يزداد تأثرا بغيره أو تأثيرا على غيره كلما تشعبت علاقاته مع الغير سواء على المستوى الفردي أو الجيل بأكمله. حيث تتحدد طبيعة هذا التأثير والتأثر بنوعية هذه العلاقات والمجتمعات وسلوكياتها ووسائل الاتصال والتواصل المتوفرة في حينها. وعليه أخذ هذا التأثير والتأثر منحىً تصاعديا سلبيا كان أو إيجابيا حتى وصل في عصرنا الحالي إلى حالة أقرب ما تكون من الصراع إن لم تكن صراعا بعينه أنتجته الثورة المعلوماتية ووسائل الاتصال الثورية.
          
           وعندما يصل الأمر إلى المقارنة بين آخر جيلين في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ألا وهما الجيل الحالي والجيل السابق، نجد أن كلا الطرفين يدعي أنه الأفضل والطرف الآخر هو الفاسد. ولا يجد رواد الجيل السابق أية صعوبة في إلقاء اللائمة على مكونات الجيل الحالي وترف الحياة الذي وفرته لهم التكنولجيا المعاصرة.
          
            وقد يتطور هذا الأمر إلى أن يصف أبناء الجيل الماضي شباب الجيل الحالي بأنهم متمردون وفاقدون للإحساس بالمسؤولية والإنتماء إلى الوطن والمعتقد والموروث الشعبي. وفي المقابل نجد أن الكثير من شباب هذا الجيل يصفون الجيل الماضي بالتخلف والرجعية وعدم الإلمام بالتطور العلمي والتكنولوجي.
          
            لقد تطرق العلماء والمفكرون إلى هذا الموضوع وألفت الكتب وأجريت الدراسات والبحوث من أجل الوصول إلى المسببات الحقيقية لهذا الصراع ووصل العديد منهم إلى نتيجة مهمة للغاية والمتمثلة في قول الإمام علي –عليه السلام - في إحدى كلماته: "لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم". وقد رأيت العديد من المواقف التي صدرت من بعض الآباء والذين لا زالوا يتعاملون مع أبناءهم بمنطق "العصا والجزرة"، وهذا الأسلوب أصبح لا يجدي نفعا في الوقت الحاضر، حيث أثبتت الدراسات العلمية التي أجراها علماء النفس والسلوك أن منطق "العصا والجزرة" ليس حلا نافعا لمشاكل الشباب في الوقت الراهن، بل إن هذا  الأسلوب يدفع بالشاب إلى التمرد على بيئته ومجتمعه وأهله أكثر من ذي قبل.

          وعلى الضفة الأخرى، فإننا نرى الشاب المتهم بالتمرد، يقف بكل كبرياء وتعالٍ، وهو ينظر إلى الجيل السابق وكأنهم يعيشون في التخلف بعيدا عن مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي ولا يستطيعون العيش في ظل العولمة الحديثة.

          إن هذا التناقض بين أفكار الجيل الماضي ووجهات نظر الجيل الجديد خلق العديد من المشاكل في المجتمعات البشرية وتسبب في نشوء صراع بين جيلين، حتى أصبح الأب غير قادر على تحمل أفكار ولده والتي يعتقد أنها سلبية غير منتجة من وجهة نظره وأصبح الإبن أيضا لا يرى في أفكار والده إلا تُرهات وخزعبلات من الماضي، الأمر الذي خلق نوعا من التوتر في العلاقة الأسرية، والتي ألقت بظلالها على المجتمع بأسره. وقد بدأ هذا الصراع في المجتمعات الغربية أولاً بُعيد الحرب العالمية الثانية عندما بدأت حياة الترف والرفاهية في غزوهذه المجتمعات، وما صاحَبها من ظهور الإنحرافات الفكرية والسلوكية فيها. ورويدا رويدا، بدأت هذه المظاهر البراقة في ظاهرها والمدمرة في باطنها تغزو المجتمعات العربية والإسلامية كالنار في الهشيم، مخلفة على ضفافها كل أنواع الإنحرافات الفكرية والسلوكية وإن كانت لا تخلو من بعض الإيجابيات هنا وهناك.

          ولا يختلف إثنان على أن العولمة الحديثة وحالة الترف والرفاهية والغزو الإعلامي والثقافي المهول الذي حصل عن طريق الشبكة المعلوماتية للإنترنت ووسائل الإتصال الحديثة كالتلفاز والهواتف النقالة وغيرها من جانب، وغياب الوازع الديني والتربية الروحية التي كان يتمتع بها الجيل الماضي من جانب آخر، عمقت الفجوة بين جيل الآباء والآبناء وخلقت نوعا من الإنفلات السلوكي والديني عند الفئة الشابة، وأدت إلى نوع من الإبتعاد عن المبادئ والعادات والتقاليد الموروثة.

          والآن فإن الواقعة قد وقعت والمحظور قد وقع والداء قد استشرى، فحري بنا أن نبحث عن الدواء. وهل هناك صيدلية في الوجود أفضل من صيدلية الخالق التي تحتوي على دواء لكل داء. نعم إن دواء هذا الداء متوفر في هذه الصيدلية الربانية، إنه العلم ثم العلم ثم العلم. لذلك أهتم الإسلام بالعلم وبين لنا أهميته في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه الكريم. فها هو – صلى الله عليه وسلم – يقول في حديث له: "اطلبوا العلم ولو في الصين"، وقال القدماء وهم يحثون على طلب العلم: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، وفي كل ذلك إشارات إلى ضرورة طلب العلم، كما بين الله تعالى في سورة الزمر (9) أنه من المحال أن يكون العالم والجاهل في مرتبة واحدة حيث يقول سبحانه وتعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون" وقال أيضا :"يرفع الله الذين أمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة11 ).

          وما أجمله من ثنائي عندما يجتمع العلم مع التقوى. لذلك، جاء العلماء ليحددوا آداب طالب العلم والكيفية التي يجب أن يكون عليها طالب العلم فقالوا بأن أهم شيء في طلب العلم هو التقوى وخشية الله سبحانه وتعالى واستدلوا على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"(فاطر 27). وقد قرأت عن أحد العلماء قوله: "وينبغي أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع أوقاته ليلا ونهارا حضرا وسفرا ولا يُذهب أوقاته في غير العلم. ويأخذ بقدر الضرورة للأكل والشرب والنوم".

          وقد قال الإمام علي – عليه السلام – في فضل العلم والعالم: "العلم خير من المال، فالمال تحرسه والعلم يحرسك، والمال تفنيه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة". وقد كانت في قصة النبي موسى – عليه السلام – مع الخضر الواردة في سورة الكهف عبرة لمن يعتبر في فضل التعلم وأداب المتعلم، ونحن نشاهد أحد أنبياء أولي العزم وهو يطلب من الخضر – عليه السلام – أن يعلمه بعضا مما تعلمه ويطلب منه أن يتبعه بكل أدب واحترام وتواضع، وقد كانت الغاية من هذا الإتباع هو طلب الهداية والإرشاد حيث يقول الله تعالى على لسان نبيه موسى:" قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً".

          ختاما، إن المطلوب من شباب هذا الجيل وفي ظل ما تقذفه بحار العولمة من زبدها على شطئان سواحلنا، أن يتحلوا بأداب العلم والتعلم، والإستزادة من منهل الدين والشريعة السمحاء، وزيادة التواصل الإيجابي مع الجيل الماضي والآخذ عنهم والتعلم منهم حتى يتمكنوا من مواجهة أمواج الحياة المتلاطمة وسبر أغوارها.



رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
نشرت في جريدة البلد الإلكترونية

2013/04/08

قرعة دوري الأبطال الأوروبي ..حقيقة أم ثمثيل ؟؟

قرعة دوري الأبطال الأوروبي
حقيقة أم ثمثيل ؟؟


          قبل أن تُقام قرعة دوري الأبطال الأوروبي لتحديد الفرق المتنافسة في دور الـ8 من المسابقة، خرجت بعض الأقلام من هنا وهناك وبعض القنوات الفضائية قائلة أن قرعة دوري الأبطال الأوروبي التي تتم إقامتها بعد كل دور ما هي إلا تمثيل بحت، وأن القرعة الأصلية تجري في الخفاء بعيدا عن أعين المشاهدين وبعيدا عن عدسات الإعلام. وأما عن الأسباب فمن قال إن بلاتيني يريد أن يجعل برشلونة – فريقه المفضل – هو الذي يصل إلى اللقب، ومنهم من ذكر أن فلورينتنو بيريز قد اتفق مع بلاتيني على أن يكون طريق ريال مدريد هذا الموسم سالكا نحو اللقب العاشر. والبعض الآخر من المتابعين ذكر أن بلاتيني يريد أن يرى النادي الفرنسي باريس سان جيرمان حاملا للقب هذه البطولة. وكتبت الأقلام كثيرا حول هذا الموضوع.
          
          هذا الموسم كانت الفرق المتأهلة إلى دور الـ 8 فرقا مختلفة عن الأعوام الماضية إذا ما استثنينا ريال مدريد، برشلونة وبايرن ميونخ وبنسبة قليلة يوفنتوس الإيطالي. ففريق جالاتسراي التركي، ملقا الإسباني، باريس سان جيرمان الفرنسي، دورتموند الألماني ربما تكون هذه مشاركتهم الأولى في دور الـ8 منذ أعوام وربما أحد هذه الأندية لم يصل حتى إلى دور المجموعات أبدا.
          
           الأقلام التي كتبت حول هذا الموضوع رددت إسم بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي اليويفا في كل شيء، حتى اعتقد الكثيرون أن بلاتيني هو من يجري القرعة، والكل قد تحدث عن بلاتيني وكأنه هو الرجل الأوحد عند إجراء القرعة. والجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث الجمهور وعشاق الساحرة المستديرة عن موضوع قرعة دوري الأبطال الأوروبي، فكثيرا ما تحدثوا عن هذه القرعة في السنوات الماضية، ولكنها كانت خالصة لبرشلونة، أي أن بلاتيني يريد لبرشلونة أن يتسلق إلى اللقب، لا بل أن يصل إلى اللقب بأسهل طريق ممكن وأقلها من ناحية العقبات والموانع.
          
            أما بالنسبة لهذا الموسم، فإن إسم بلاتيني لا يزال يتردد، ولكن الفرق الذي يشجعه بلاتيني يتغير وفقا لكاتب الخبر أو صاحب البرنامج التلفزيوني، فمرة ريال مدريد ومرة اليوفي السيدة العجوز وأخرى برشلونة وربما باريس سان جيرمان. لست أدري هل من الممكن أن يفعل اليويفا هذا الشيء ويضيع سمعة الإتحاد الطيبة من أجل رغبات بلاتيني، وإن كان كذلك، لماذا لا تتقدم الأندية المتضررة بطلب بإعادة القرعة وأن يقيمها شخص آخر غير الذي تم تعيينه مسبقا.
          
            كل شيء يجري أمام عدسات وكاميرات الإعلام بل وأعين الصحفيين، وأستبعد أن يجري شيء في الخفاء بمعزل عن كل الحضور من لاعبين ومدربين وصحفيين ورؤوساء أندية ومساعديهم. ولكن يبقى كل شيء واردا، والسؤال المطروح للمتابع الكريم: هل قرعة دوري الأبطال الأوروبي .. حقيقة أم تمثيل؟؟



رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
لم تُنشر ..