2014/03/26

لماذا لا نقرأ؟

لماذا لا نقرأ؟





قبل أسابيع مضت، كانت نهاية العرس الثقافي الأبرز في السلطنة، معرض مسقط الدولي للكتاب، هذه هي نسخته التاسعة عشر، وفي كل نسخة هناك الجديد، وهناك الإبداع الغير منقطع النظير. هذا المعرض كان فرصة للجميع ليتسنى للجميع شراء أحدث الكتب بمختلف مواضيعها، ولكن في المقابل، فإن عددا قليلا من الشباب يهتمون بالقراءة، ولست أدري سبب عزوف الجيل الجديد من أبناء الوطن بالخصوص والمجتمعات العربية بوجه عام عن القراءة.

لماذا لا نقرأ؟، سؤال مهم أطرحه على الجميع، وعلينا التريث قبل الإجابة عليه، فحل هذه المشكلة يكمن في الإجابة على هذا السؤال!. وبدوري لن أجيب على هذا السؤال، فكل شخص له سببه الخاص في عدم القراءة، وسوف أترك المجال مفتوحا للإجابة على هذا السؤال. ولكن هي دعوة أن نهتم بالقراءة، وتنمية معارفنا وثقافتنا، فنحن أحوج إليها من أي وقت مضى. وتذكروا قول المتنبي: "وخير جليس في الزمان كتاب".


نشرت في جريدة البرزة الإلكترونية

2014/03/23

بأبي التي ..!!

بأبي التي ..!!
0e33424f60f200
ما أقسى الم الفراق ..!!
وما أشد الحزن والمصاب !!
ألم فراق الجد ..!!
جداه .. يا رسول الله .. أنا زينب !!
رسول الله على فراش المنية !! ينظر إلى بضعته، خليفته، وسبيطه ..!!
ونظرة خاصة لزينب ..!! عينا رسول الله على زينب ..!!
ويبكي هذا الرجل الأوحد في العالم ..!!
جداه .. هل سوف تفارقنا ..!!
جداه .. وا محمدا ..!!
زينب بنية .. تذكري هذا النداء .. فسوف تنادين مثله بعد حين ..!!
جداه .. إن عمري لم يتجاوز العاشرة !!
لم يجبها جدها !! فارق الدنيا ورأسه عند علي !!
ولم تمضِ الأيام والليالي حتى جاءت مصيبة أخرى ..!!
الآن زينب ترى أمها الزهراء بين الباب والجدار !! أي مصيبة هذه !!
دماء سالت على الأعتاب ..!! أماه ما هذه الدماء !! فاطمة .. لا تجيب ..!!
فاطمة تسقط على الأرض !! وزينب تنادي .. أمااه .. !! وفاطمة لا تجيب !!
أماه .. فاطمة .. إن أبي علياً قادوه إلى المسجد !! فاطمة .. تعجز الحروف عن وصف حالها !!
وفي ليلة الإحتضار !! زينب .. بنيتي .. حان وقت الوداع !!
زينب يا حبيبة القلب .. ما حصل لي .. سوف يتكرر عليك ..!!
زينب .. إسمعي مني !!
زينب .. زينب .. زينب ..!!
سكتت الزهراء .. أماه .. ما الذي سيحصل بعدها !!
لم تتمالك فاطمة نفسها من البكاء !!
زينب .. حبيبتي زينب .. في تلك الصحراء !! سيفنى كل من مع الحسين !!
يا زهراء .. هل سيبقى أخي الحسين وحيدا !!
زينب .. بُنية .. ودِّعيه !! قبلي نحره وصدره !! وانفجرت فاطمة باكية ..!!
أماه .. يا زهراء .. وماذا بعد !! لم تجب الزهراء !! فارقت الدنيا !!
رحلت فاطمة الزهراء وهي في ريعان شبابها ..!!
ما أقسى ألم الفراق ..!!
الجد .. يفارق الدنيا .. ثم الأم تلحق بأبيها ..!!
حان الوقت لأن تقوم زينب الطفلة المدللة مقام أمها الزهراء ..!!
على زينب أن تتعود على المشقة منذ الآن ..!!
فاطمة الزهراء مسجاة أمامها ..!!
وزينب تبكي بكل حرقة وألم وهي تودع هذا القلب الرؤوف ..!!
لا أدري ما حال زينب الآن ..!!
ولكنها بالتأكيد باكية العين .. حزينة القلب ..!!
على زينب الآن أن تكون أماً لأبيها علي، وأماً للحسن والحسين !!
كما كانت فاطمة .. أماً لمحمد ..!!
عذابات السنين .. كلها تُصب على قلب زينب الصغير ..!!
واستعدت زينب .. لرحلة الأسر والسبي !!
فقال الشاعر: بأبي التي ورثت مصائب أمها ..!!


نشرت في مدونون

2014/03/22

أثر الدبلوم العام على الطالب والأسرة

ملاحظة: أنشر المقالة هنا كما نشرتها جريدة عمان بعددها الصادر بتاريخ 22/3/2014 وليس كما تمت كتابتها.

أثر الدبلوم العام على الطالب والأسرة


الصف الثاني عشر، أو الثانوية العامة، أو بمسماها الحديث الدبلوم العام، تتغير الأسماء والمصطلحات ويبقى المضمون واحدا، هي أكثر سنوات الدراسة إرهاقا وتعبا، وجدا واجتهادا، فالطلاب يعملون ليلا ونهارا، ويبحثون عن أي معلومة قد تفيدهم يوم الإمتحان، فهي سنة الحصاد، حصاد 11 سنة كاملة.

لا أريد الحديث عما كان يحدث في السنوات الماضية، فوسائل الإعلام قد كتبت في هذا الصدد كثيرا، وتحدثت عنه بكثير من التفصيل. ولكنني الآن أريد الحديث عما حصل هذا العام مع نهاية الفصل الأول، والذي تُوج بأن حوالي 16000 طالب وطالبة قد تقدموا بطلب لمراجعة أوراق اختباراتهم من أصل 42000 طالب وطالبة قدموا امتحانات الدبلوم العام أي ما يقارب الـ40% من الطلاب قد تقدموا بطلب المراجعة! لا يُعقل أن 40% من طلاب شهادة الدبلوم العام يشتكون من نتائج إختباراتهم، إلا أن يكون هنالك خطأ ما قد حصل.

وقد تحدث الكثير من طلاب الدبلوم العام عن وجود مادة لم يختاروها ضمن نتائجهم في حين حُذفت مادة أخرى كانوا قد اختاروها ضمن دراستهم، كما ذكر أخرون أنهم أرسلوا 3 رسائل ووجدوا في كل رسالة درجات مختلفة عن سابقتها. طلاب آخرون حصلوا على "غائب" في بعض الإمتحانات على الرغم من حضورهم للإمتحان، فهل يعقل أن يحصل طالب حضر الإمتحان على "غائب"؟

كما ذكر بعض الأساتذة الذين قاموا بالتصحيح، بأنهم لم يكن باستطاعتهم الرجوع إلى السؤال السابق إن أرادوا التأكد من تصحيحهم للسؤال السابق، كما ذكروا بأن بعض الطلاب قد حصلوا على درجات التقويم المستمر فقط دون درجة الامتحان على الرغم من حضورهم للامتحان، في حين ذكر المتحدث باسم الوزارة لإحدى الصحف المحلية بتاريخ 18/مارس الجاري أن عملية التصحيح تتم مرتين فقط، ولست أدري لماذا، على الرغم من أن عملية التصحيح سابقا كانت تمر على 3 مصححين. في الواقع، يبدو أن مشاكل كثيرة حصلت في نظام التصحيح الجديد أثناء عملية تصحيح الامتحانات لم يجد لها المسؤولون حلا، وما ذكره المعلمون ربما يكون قليلا بالمقارنة بما حصل، فطول مدة تصحيح الإمتحانات على خلاف ما كان يجري في السنوات الماضية دليل كافٍ على الوضع الحاصل أثناء التصحيح.

وهاهم أبناؤنا وأخوتنا يحصدون عكس ما زرعوا بسبب سوء نظام التصحيح الجديد، ولست أدري لماذا تم تغيير نظام التصحيح الإلكتروني السابق على الرغم من كفاءته وجودته كما شهد بذلك الكثير. التعب النفسي، والخوف من نتيجة الإختبارات كان يتضاعف كل يوم بسبب تأخر موعد ظهور النتائج، والسبب يعود إلى مشاكل نظام التصحيح الالكتروني الجديد!، فمن لهؤلاء الطلبة؟، أليس من حقهم أن يطالبوا بمراجعة جميع امتحاناتهم بدون مقابل، وعدم الإكتفاء بـ3 امتحانات كما هي شروط الوزارة؟ أليس من حق هؤلاء الطلاب المطالبة بإعادة مراجعة امتحاناتهم كاملة يدويا دون استخدام التصحيح الالكتروني؟

إن إرهاب الدبلوم العام لا يؤثر على الطالب فحسب، بل إن محيط الأسرة ككل يتأثر بهذا الإرهاب، فأولا مستوى الإختبارات، ثم طول الفترة الزمنية حتى ظهور نتائج الطلاب، والآن هذه النسبة المتدنية التي حصل عليها عدد كبير من الطلاب، والتي دعت بعضهم إلى التظاهر للمطالبة بحقوقهم، كل هذه العوامل تؤثر بشكل كبير على الطالب في نفسيته وطريقة أداءه في الفصل الدراسي الثاني، كما أن لها تأثيرا سلبيا على المحيط الأسري كذلك. ألم يحن الوقت لأن نتعلم من أخطاء الماضي؟. تساؤلات بحاجة إلى إجابة، وكلي أمل بأن تتم مراعاة هؤلاء الطلاب والطالبات، فلا يعقل أن يضيع مجهود 11 سنة.


رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان

2014/03/14

العرس الثقافي– معرض مسقط للكتاب

العرس الثقافي – معرض مسقط للكتاب


مرت علينا أيام معرض مسقط الدولي للكتاب كالبرق الخاطف، 10 أيام مضت وكأنها سويعات، أيام كانت حافلة بالفعاليات المتنوعة والأمسيات الرائعة، فهذا العرس الثقافي لا يتكرر إلا مرة واحدة كل سنة. في نفس الوقت من كل عام، تشهد العاصمة مسقط تظاهرة ثقافية هي الأكبر من نوعها بل ربما الفريدة من نوعها في السلطنة، ونشاهد فيها كل أطياف المجتمع العماني وقد توافدوا إلى مركز المعارض لاقتناء ما يمكن اقتناءه من الكتب الثقافية والدينية والأدبية. كما يشاركون بحضورهم وتفاعلهم مع الأمسيات الثقافية والشعرية المتنوعة.

هذا المعرض هو فرصة رائعة لكل من يود الإطلاع على جديد العلم والمعرفة والأدب، وهو كذلك فرصة للكاتب العماني أن يظهر إبداعاته، كما أنها فرصة مناسبة للروائي العماني لأن يظهر فنه وقدرته الأدبية. الجدير بالذكر، أن المعرض هذا العام احتوى مؤلفات لمؤلفين عمانيين أكثر من الأعوام السابقة، وفي الحقيقة فإن دعم الكاتب العماني أمر جيد للغاية وهو كفيل بأن يساهم في إثراء النشاط الثفافي في السلطنة، كما يساهم أيضا في إبراز السلطنة في المحافل الاقليمية والدولية.

زيادة عدد دور النشر ساهم في زيادة عدد الكتب المطروحة، وبالتالي زيادة النتاج الثقافي والعلمي والفائدة من المعرض، وأتوقع أن عدد دور النشر والدول المشاركة سوف يزداد في قادم السنوات وبالطبع فهذا أمر إيجابي. لكن في نفس الوقت، فإنه من اللازم على الجهة المعنية متابعة العناوين المعروضة في المعرض، فبعض العناوين المعروضة لا يجب أن تتوافر في المعرض لأنها ليست مفيدة لأي شريحة من شرائح المجتمع العماني على الإطلاق. نعلم بأن اللجنة المنظمة لم تمنع أي كتاب ولم تضع رقابة على أي كتاب، وهذا أمر إيجابي للغاية، ولكن مثل هذه العناوين التي لا تقدم أي إضافة للقارئ فإن منعها أفضل من وجودها.

مدة المعرض لم تكن كافية، فـ 10 أيام هي المدة المخصصة للمعرض، وبعض تلك الأيام مخصص للنساء وغيرها لطلاب وطالبات المدارس أنقصت من الوقت المسموح فيه لجميع الزوار. فياحبذا لو تمت زيادة عدد أيام المعرض إلى 15 يوما، لكي تكون هناك فرصة للجميع لزيارة المعرض لأكثر من مرة. في الختام، أتمنى أن يتكرر هذا العرس الثقافي الكبير في أكثر من محافظة من محافظات السلطنة، حتى تتوافر الفرصة لعدد أكبر من شرائح المجتمع في مختلف محافظات السلطنة بالإطلاع على جديد العلم والمعرفة.

ومن هنا، فإن من الواجب توجيه الشكر الجزيل إلى اللجنة المنظمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشر على جهودها التي بذلتها في سبيل إنجاح هذا الحدث المهم، وعلى تنوع حسن اختيارها للبرامج الثقافية المصاحبة للمعرض. كذلك، فأنه من الواجب توجيه الشكر إلى القائمين على تغطية المعرض إعلاميا وحسن اختيارهم للبرامج المعروضة.



رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
نشر في araa.com

2014/03/09

لو أن فاطمة بنت محمد

لو أن فاطمة بنت محمد


إن لفاطمة الزهراء الحوراء الأنسية سلام الله عليها مقاما عاليا جدا، فقد ظهرت مناقبها وفضائلها وكراماتها منذ ولادتها عليها السلام، إضافة إلى أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يألوا جهدا في الحديث عن بضعته وحبيبته فاطمة الزهراء سلام الله عليها. وقد نعجز الآن عن إدراك مناقبها الجمة وفضائلها الكثيرة وكراماتها الباهرة، ولكن أن لا يستطيع من عاصرها وعاش في زمانها إدراك كنه حقيقتها فإن ذلك شيء عجيب، على الرغم من تواتر الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن كرامات هذه المرأة الجليلة القدر الرفيعة المنزلة.
وهذا واحد من أهم كتبهم يروي حديثا عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم يوضح الحقيقة العالية لابنته الزهراء عليها السلام وهو قوله صلى الله عليه واله وسلم: “فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني” [صحيح البخاري 3/1144]. وليس رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يعطي الامتيازات لمن شاء، بل هو يعطيها لمن يستحقها. وقد رووا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بأن: “أول من يدخل الجنة فاطمة” [كنز العمال ١٢:١١٠ / ٣٤٢٣٤] ولا أجد حديثا أفضل من هذا لبيان منزلتها وخصوصيتها، وما ذكرته هنا هو غيض من فيض، ولا سبيل إلا للاختصار.
لعمري، كيف لم يستطع القوم معرفة الحقيقة الجلية الواضحة لفاطمة الزهراء عليها السلام، وكيف غابت عنهم أنوار هذه الشمس الساطعة في وضح النهار، وكيف قام هؤلاء بظلم الزهراء عليها السلام. حيث أن مظلوميتها سلام الله عليها لم تكن وليدة الحقبة الزمنية التي تلت استشهاد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى حين استشهادها هي سلام الله عليها فحسب، بل ولم تكن مظلوميتها في غصبها فدكا أو إسقاط جنينها المحسن سلام الله عليه فقط، ولكن مظلومية بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كانت ابتداءً من عدم معرفة القوم بحقها وقدسيتها عليها السلام.
عودا على بدء، فإن هؤلاء القوم لم يكتفوا بما فعلوه بها فقط، بل قاموا بقتل وتشريد وذبح كل من ينتمي إلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها نسباً أو ولاءً لها ولأهل بيت النبي صلى الله عليهم وسلم، ثم قاموا بسبي بناتها وقتل أطفالهم. ثم تنحية العترة الطاهرة من نسل فاطمة الزهراء عليها السلام عن كل أمور الدين والدنيا، وتغييب الحقائق عن أعين الناس بعد ذلك، ومن ثم إنكار مناقبها عليها السلام.
أما ما يُجري الدمعة ويُؤلم النفس، فإن المسلمين قد أصبحوا – ونحن في العصر الرابع عشر للهجرة النبوية الشريفة – لا يعرفون غير حديث واحد يتحدث عن فاطمة الزهراء عليها السلام، ولو سألتهم عن فاطمة الزهراء عليها السلام لأجابوك بحديث واحد: “وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” [صحيح البخاري: رقم الحديث 6788]. ولست هنا في صدد البحث في هذا الحديث الذي لم تروه كتب الشيعة قط، فقد كتب فيه بعض علماءنا وتحدث عنه آخرون.
لم يعرف المسلمون عن فاطمة الزهراء عليها السلام غير هذا الحديث، ولم تهتم الجهات المعنية بتعليم أطفالهم وشبابهم عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام أبدا، ولم يتحدثوا في خطبهم ومن على منابرهم عن حياتها وعلمها. ولنا في خطبتها الفدكية دليلا بالغا على غزارة علمها وفقهها، وهنا أقول ليس من المهم أن يخبروا الناس بكامل خطبتها، فإن فيها ما يكشف الكثير من الخفايا والأسرار التي ما فتئوا يخفونها عن أعين العامة من الناس، ولكن يحدثونهم عن كلامها في التوحيد، وهم كما يسمون أنفسهم دعاة للتوحيد، ففي خطبتها الفدكية أسرار التوحيد وعلومه، ولو أخذوا بها لاستغنوا عن غيرها.
كما أنهم لم يتحدثوا عن عبادتها سلام الله عليها، ولم يتحدثوا عن حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لها، وأخفوا من الأمور الكثيرة جدا، ما لو عرفها الناس لوضعوا فاطمة الزهراء عليها السلام في منزلتها التي اختارها الله لها، ولم يهملوا جانبا مهما جوانب العقيدة الحقة.
فأي مظلومية أعظم من إخفاء حقيقة فاطمة الزهراء عليها السلام عن الناس، وعدم اخبارهم بالحقائق وإخراجها للعلن، ولماذا لا يتحدث مشايخ القوم عن فضائل فاطمة الزهراء عليها السلام ولا يخبرون عامتهم بحقيقتها؟ رغم امتلاء صحاحهم ومسانيدهم بفضائلها عليها السلام. ولكن “وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” [التوبة:32].


نشرت في مدونون

2014/03/04

معركة الجليل القادمة

معركة الجليل القادمة


لست محللا سياسيا، ولست من هواة السياسة، ولكن اسلوب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاباته وحديثه مع الجماهير دعاني لكتابة هذا المقال. سماحة السيد حسن نصر الله نشأ في كنف المقاومة الإسلامية ونشأ مناهضا للإحتلال الصهيوني. عاش مرارات الهزائم العربية في حروبها مع الكيان الصهيوني الغاصب، وعاش آلامها وعاش اجتياحها للبنان في عام 1982م وخروجها من لبنان ذليلة في عام 2000م، وفي الأخير قاد النصر على الكيان الصهيوني في عدوان تموز 2006م.

كل هذا عاشه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبين هذا وذاك حروب اخرى ومعارك أخرى على الأراضي الفلسطينية أو اللبنانية أو العربية. السيد حسن نصر الله له كاريزما مختلفة عن بقية القيادات العسكرية أو الدينية، له أسلوب خاص في الحديث وقوة اقناع عجيبة، هذا الرجل إن قال صدق، وإن وعد نفذ. وقد رأينا في العام 2006 كيف كان سماحة السيد يقول شيئا، فيقوم المقاومون الأفذاذ بالفعل، كان يعد الصهاينة فيحدث ما وعد. وقبل ما يقارب الثلاثة أعوام أو أقل من ذلك، رأى حزب الله بأن عليه الدخول إلى سوريا بعد أن دخلت إليها القوى الإرهابية والتكفيرية باسم الربيع العربي أو الثورة ضد نظام الأسد.

في ذلك الوقت إرتأى الحزب، وفي مقدمتهم سماحة السيد حسن نصر الله بأن معركة سوريا هي معركة الوجود، فسوريا تمثل دعامة كبيرة للحزب، بل ظهرا يستند إليه هذا الحزب، وهي الدولة العربية الوحيدة التي تدعم حزب الله جهارا، حكومة وشعبا. فرأى الحزب بأن دخوله إلى سوريا هو حماية لمحور المقاومة من النهج التكفيري الواضح ومن الطريقة الإرهابية المقيتة. لقد رأى حزب الله بدخوله إلى سوريا ثبات المقاومة وزيادة شعبيتها وقوتها خصوصا في معركة القصير، حيث رأينا بأن حزب الله شارك فيها بكل قوة وبسالة وكل عنفوان من أجل الحفاظ على الوجود كما صرح بذلك سماحة السيد حسن نصر الله، ومن أجل أن لا يعطي فرصة للإرهابيين التكفيريين بالدخول إلى لبنان كما دخلوا إلى سوريا.

فانتصر حزب الله والجيش السوري في معركة القصير، وكانت هذه المعركة كما ذكرت وكالات الإعلام والقنوات التلفزيونية الصهيونية ومواقعهم الالكترونية، تدريبا واقعيا لحزب الله لأي معركة قادمة ضد الكيان الصهيوني، حيث تراكمت لدى حزب الله قوة عظمى، وتفاقمت قدرته وقوته القتالية. وقد أعلن سماحة السيد في إحدى خطاباته السابقة بأن العدو الصهيوني بات خائفا من دخول حزب الله إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى شمال الكيان الصهيوني أي إلى الجليل، بعد معركة القصير.

ومن هنا، برزت تحليلات عسكرية واستراتيجية تتحدث عن الكيفية التي سوف يدخل فيها حزب الله إلى الجليل، وما هي قدرة حزب الله البشرية والصاروخية حينما يقرر الدخول إلى الجليل، وهل يستلزم أن يدخل حزب الله بكامل قوته إلى الجليل، وكم يستطيع حزب الله الصمود في معركة كبيرة كهذه. وقد تحدث هؤلاء المحللون عن قدرة صاروخية هائلة تمكن حزب الله من إطالة أي معركة قادمة لأمد طويل جدا، والدخول في حرب استنزاف مع الكيان الصهيوني. وقد تسائلوا أيضا عن عديد قوات حزب الله وجنوده، حيث تحدث أحد المحللين الأمريكيين بأن لدى حزب الله ما يقارب 5000 مقاتل يمكنه من الدخول إلى الجليل واستعادتها من السيطرة الصهيونية، ولكن السؤال المطروح، هل يمتلك حزب الله هذا العدد الكبير من المقاتلين، وهل يحتاج حزب الله إلى هذا العدد للدخول إلى الجليل، وقد رأينا بسالة مئات من المقاتلين في حرب تموز 2006م في مواجهة قوافل الجيش الصهيوني.

إن لدى حزب الله قدرة على زيادة عدد جنوده وإنقاصهم متى ما أراد ذلك، حيث أن لديه قاعدة جماهيرية واسعة تمكنه من هذا الأمر، ولديه احتياط واسع يمكنه المشاركة في أي حرب مقبلة. ويذكر أحد المحللين اللبنانيين أن المتواجدين في سوريا الآن هم قوات احتياط فقط، وهم من انتصروا في القصير، وهم من يقاتلون في يبرود. وأن القوة الأساسية والتي من أهم أعمالها هو التصديق لأي عدوان إسرائيلي على لبنان، وربما في الحروب القادمة استعادة الجليل، لا تزال موجودة في لبنان، وتعمل بكل جد واتقان من أجل هذه اللحظة.

إن تحليلات المحللين العسكريين والسياسيين شيء، وما في جعبة حزب الله من مفاجآت شيء آخر، فما رأيناه في الأيام الماضية فاق التحليلات والخطط التي وُضعت من القوات الصهيونية والأمريكية، وقدرة حزب الله لا تزال تتزايد يوما بعد يوم. فهل ستكون الجليل محطة حزب الله القادمة، وهل ستطال صواريخ المقاومة كل فلسطين المحتلة من كريات إلى إيلات، وما هي مفاجآت حزب الله القادمة؟ اسئلة تحتاج إلى إجابات، وهذا ما قد نشاهده في أي حرب قادمة.


رضا بن عيسى اللواتي
مسقط – سلطنة عمان
نشرت في جريدة القدس العربي
ونشرت في araa.com